القرطبى (١).
المبحث الثانى: مولده وموطنه:
كان مولد الحافظ ابن عبد البر في شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وستين وثلاثمائة (٣٦٨) وهذا هو المشهور في ولادته لقول أبى على الغسانى. قال: سمعت طاهر بن مفوّز يقول: سمعت أبا عمر يقول: ولدت يوم الجمعة والإمام يخطب لخمس بقين من ربيع الآخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة (٣٦٨)، وهو اليوم التاسع والعشرين من نوفمبر، ثم قال طاهر: أرانيه الشيخ بخط أبيه عبد اللَّه بن محمد ﵀ (٢).
وقال الذهبى: كان مولده في ثمان وستين وثلاثمائة (٣٦٨) في شهر ربيع الآخر، وقيل: في جمادى الأولى. فأختلفت الرواية في الشهر عنه (٣).
وأما بالنسبة لموطن الحافظ ابن عبد البر فقد ذكرت المصادر التى ترجمت له أنه ولد بقرطبة من بلاد الأندلس، وبها نشأ وترعرع، ثم جلى عن وطنه قرطبة فكان في غريب الأندلس مدة ثم تحول إلى شرق الأندلس وسكن دانية، وبلنسية، وشاطبة، وبها كانت وفاته، وذكر غير واحد أنه ولى قضاء اشبونة، وشنترين (٤).
_________
= المهملة المخففة - هذه النسبة إلى الأندلس وهى أقليم من بلاد المغرب يشتمل على بلاد كثيرة خرج منها جماعة من العلماء والحفاظ في كل فن، انظر اللباب (١/ ٨٩) وانظر أيضًا في الأندلس معجم البلدان (١/ ٢٦٢ - ٢٦٤).
(١) القرطبى: بضم القاف، وسكون الراء، وضم الطاء المهملة وفى آخرها الباء الموحدة - هذه النسبة إلى قرطبة، وهى مدينة كبيرة من بلاد الأندلس وهى دار مملكة البلاد، وخرج منها خلق كثير من العلماء في كل فن قديما وحديثا منهم الإِمام الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد اللَّه بن محمد بن عبد البر. انظر اللباب (٣/ ٢٥٣).
(٢) الصلة (٢/ ٦٧٩)، وفيات الأعيان (٧/ ٧١).
(٣) سير أعلام النبلاء (١١/ ٣/ ٣٥٩).
(٤) انظر الصلة (٢/ ٦٧٨ - ٦٧٩)، وفيات الأعيان (٧/ ٦٧٨)، سير أعلام النبلاء =
1 / 26