المبحث الأول: سبب اختيار الموضوع وأهميته
نعم لقد كانت للعلماء جهود واضحة ظاهرة في خدمة هذه السنة النبوية المشرفة، ومن جملة هذه الجهود المثمرة المشكورة ما نراه وما نسمع به من مؤلفات جليلة خدمت السنة وساهمت في حفظها، وخاصة ما يتعلق من هذه المؤلفات بعلم الرجال بصفة عامة، وما يتعلق منها بموضوع الكنى والأسماء بصفة خاصة ونظرا لأهمية هذا الموضوع موضوع "الكنى" فقد أهتم السلف الصالح بدراسته ومعرفته والتأليف فيه، وتنافسوا في معرفته واتقانه وعدوه من مآثرهم ومفاخرهم، وكانوا ينتقصون من جهله منهم.
فهذا الحافظ ابن عبد البر يكشف لنا عن أهمية هذا الفن فيقول في مقدمة الكتاب الثانى من هذه الرسالة: "وهو باب من فنه ظريف مستحسن، لم يزل أهل العلم بالسنن يعنون به، ويحفظونه، ويرسمونه في كتبهم، ويتطارحونه رغبة في الوقوف عليه، والمعرفة به، وينتقصون من جهله".
وقال ابن الصلاح: "وهذا فن مطلوب، لم يزل أهل العلم بالحديث يعنون به ويتحفظونه، ويتطارحونه فيما بينهم وينتقصون من جهله" (١).
وقال الحافظ العراقى: "معرفة الأسماء لذوى الكنى ومعرفة الكنى لذوى الأسماء وذلك نوع مهم ومن فوائده الأمن من ظن تعدد الراوى الواحد المسمى في موضع والمكنى في آخر" (٢).
_________
(١) التقييد والإيضاح (ص ٣٦٨).
(٢) شرح الفية العراقى (٣/ ١١٥ - ١١٦).
1 / 15