किताब अल-इस्तिगातात
كتاب الاستغاثة
فطائفة من هؤلاء يصلون إلى الميت ويدعو أحدهم الميت فيقول اغفر لي وارحمني ونحو ذلك ويسجد لقبره
ومنهم من يستقبل القبر ويصلي إليه مستدبرا الكعبة ويقول القبر قبلة الخاصة والكعبة قبلة العامة وهذا يقوله من هو أكثر الناس عبادة وزهدا وهو شيخ متبوع ولعله أمثل أتباع شيخه يقوله في شيخه
وآخر من أعيان الشيوخ المتبوعين أصحاب الصدق والاجتهاد في العبادة والزهد يأمر المريد أو ما يتوب أن يذهب إلى قبر الشيخ فيعكف عليه عكوف أهل التماثيل
وجمهور هؤلاء المشركين بالقبور يجدون عند عبادة القبور من الرقة والخشوع والدعاء وحضور القلب ما لا يجده أحدهم في مساجد الله تعالى التي أذن أن ترفع ويذكر فيها اسمه
وآخرون يحجون إلى القبور وطائفة صنفوا كتبا وسموها مناسك حج المشاهد كما صنف أبو عبد الله محمد بن النعمان الملقب بالمفيد أحد شيوخ الإمامية كتابا في ذلك وذكر فيه من الحكايات المكذوبة على أهل البيت ما لا يخفى كذبة على من له معرفة بالنقل
وآخرون يسافرون إلى قبور المشايخ وإن لم يسموا ذلك منسكا وحجا فالمعنى واحد ومن هؤلاء من يقول وحق النبي الذي تحج إليه المطايا فجعل الحج إلى النبي لا إلى بيت الله عز وجل
पृष्ठ 560