किताब अल-इस्तिगातात
كتاب الاستغاثة
وإذا قيل يلزمها فعل معين ولا يلزمها شيء من الأفعال كانت أفعالها منقسمة إلى معين لازم لها وإلى نوع يحدث شيئا بعد شيء فهي للأول موجبة بذاتها والثاني فاعلة باختيارها فيكون موجبه بالذات المفعول وفاعل بالاختيار لمفعولات واجتماع هذين في الذات الواحدة تناقض لأن كونها فاعلة بعد اختيارها شيئا بعد شيء يناقض اتصالها بالإيجاب بالذات مع أن الفعل المعين الملازم للذات لا يعقل ولا يقبل الفعل إلا الإحداث وإنما يقبل فيما كان لازما لها أن تكون صفة لها كالحياة لا أن يكون مفعولا لها فكونه مفعولا يناقض كونه معه لازما لا سيما إذا كان الفاعل فاعلا بالاختيار
والمقصود هنا أنه إذا لم يحصل من العبد فعل أمره الله تعالى به في حق الرسول ولم يحصل من الرسول شفاعة له فلا يتصور أن ينتفع بجاه الرسول منفعة أمر الله تعالى بها ودينه في دين الرسل وأتباعهم من المسلمين واليهود والنصارى وغيرهم لكن على قول غير أهل التوحيد من المشركين القائلين بحدوث العالم والقائلين بقدمه فإن المشرك قد يدعو إلها من دون الله فتخاطبه الشياطين وربما قضت له بعض الحاجات وهذا معروف في عباد الكواكب والأصنام وعباد الموتى من الصالحين وغير الصالحين
पृष्ठ 517