किताब अल-इस्तिगातात
كتاب الاستغاثة
ثم إنه لم يجعل هذا وحده معنى الاستغاثة بل جعل الاستغاثة به الطلب منه أيضا وكان لا يميز بين هذا المعنى وهذا المعنى بل يجوز عنه أن يستغيث به في كل ما يستغاث الله فيه على معنى أنه وسيلة من وسائل الله في طلب الغوث وهذا عنده ثابت للصالحين والاستغاثة طلب الغوث كالاستغاثة والانتصار وذلك ثابت في حياته وهو ثابت عند هذا الضال بعد موته بثبوتها في حياته لأنه عند الله في مزيد دائم لا ينقص جاهه فدخل عليه الخطأ من وجوه
منها أنه جعل المتوسل به بعد موته في الدعاء مستغيثا به وهذا لا يعرف في لغة أحد من الأمم لا حقيقة ولا مجازا مع دعواه الإجماع على ذلك وأن المستغاث به هو المسؤول المطلوب منه لا المسؤول به
والثاني ظنه أن توسل الصحابة به في حياته كان توسلا بذاته لا بدعائه وشفاعته فيكون التوسل به بعد موته كذلك وهذا غلط لكنه يوافقه عليه طائفة من الناس بخلاف الأول فإني ما علمت أحدا وافقه عليه
पृष्ठ 478