قال الإمام علي كرم الله وجهه: (وجاء الأمر من الله تمييزا بالاختبار لهم، ونفيا للاستكبار عنهم، وإبعادا للخيلاء منهم)، فاصطفى هؤلاء دون غيرهم، وأمرنا باتباعهم، والاعتراف بفضلهم، والصلاة عليهم، فقال تعالى: {وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا}[الأنعام: 26] لماذا هم أفضل منا؟ هذا شيء لا يكون، فقال تعالى: {قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم، يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم}[آل عمران: 73، 74] فقالوا: كيف يكونون الأفضل ونحن الأقوى، والأغنى، والأعلم؟ فقال تعالى: {ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء}[النساء: 49] فليس البشر هم الذين يحكمون بالتزكية،وإنما خالقهم من خلال القرآن، فحكم سبحانه بتزكيتهم دون غيرهم فقال سبحانه وتعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}[الأحزاب: 33] فأراد سبحانه ووقع المراد؛ لأنه أسند الفعلين إليه في قوله تعالى: {ليذهب} و{ويطهركم} وهو إسناد صريح حقيقة كما في قوله تعالى: {يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم}[السناء: 26] فهاهو قد أراد كما في الآية السابقة بسواء، فهل وقع المراد؟
पृष्ठ 5