12

इस्तिफा

الاصطفاء سر الإبتلاء

शैलियों

وهذا القرآن يذكر لنا قصة أخرى، ويذكرنا لعلنا نتذكر، ولكن سيذكر من يخشى، فهاهي سورة البقرة (آية 246) تذكرنا بقصة بني إسرائيل الذين قالوا لنبي لهم: {ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله} فلما أخبرهم وقال لهم: {إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا} اعترضوا وقالوا: {أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال}[البقرة: 247] فرد عليهم نبيهم: {قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء}[البقرة: 247] فهل أنتم المالكون أم الله؟ فاعترف من اعترف، وأبى من أبى، ولكن هذا الاعتراف كان قولا وسكوتا فقط، فأمره الله تعالى بوساطة النبي أن يختبرهم بنهر فقال: {إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده}[البقرة: 249] لماذا؟ لكي يعرف الصادق في قوله الذي رضي به ملكا،من المنافق الذي أظهر القول فقط، ثم قال: {فشربوا منه إلا قليلا}[البقرة: 249] ، وعندما شربوا اسودت شفاههم فافتضحوا بفعلهم، إلا قليلا منهم وهم الذين امتثلوا لأوامره، ورضوا به ملكا قولا وفعلا!! حيث صدق قولهم فعلهم، واتبعوا أمره وأطاعوه.

पृष्ठ 12