حول التابوت وتحته. فطلبها منى بعض إخوانى فرجعت إلى إخميم فوجدت تلك الصورة قد نقرت وأفسدت. وفى هذا البربى، عند الباب الذي يدخل منه إلى المصعد على يسار الداخل، صورة رأس إنسان عظيم اللحية كثير الشعر كأنه رأس روحى بغير جسد، فذكر أن الأولين كانوا يبخرون ذلك الرأس، ببخور لهم معروف عندهم، فكل من بخره وجد عنده دينارا؛ فكان فى ذلك معونة لأهل المسألة. قال الوصيفى: تصفحت الموضع الذي بقرب ذلك الرأس، فوجدت أثر البخور والطيب بينا فيه. وذكر أن على باب إخميم طلسم، وهو قطعة من الحجر فى صورة القلنسوة، معقبة الرأس كأنه منقار طائر، يقال إن تحته مال عظيم، وقد جهد جماعة من الولاة على إخميم فى قلعها أو كسرها فلم يقدروا على ذلك، وتنكسر المعاول كلها ولا يتثلم منها شئ.
وأخبرنى رجل بأنه رأى هنالك صورة استحسنها، وهى صورة إنسان على رأسه طائر وإلى جنبه كلب رابض وتحت رجليه كتابة، قال فأخذتها وصورتها فى قرطاس كما رأيتها فأقمت ثلاثة أيام فلم أهجع ولم آكل ولم أشته شيئا من الطعام ولم أدر ما السبب لذلك حتى فكرت فى الصورة التى عندى فنزعتها عنى فاشتهيت الطعام وأكلت ونمت»
. وحدث رجل من أهل إخميم أن رجلا من أهل المشرق نزل عندهم وكان بصيرا بهذه العلوم فتذاكروا معه أمر البربى فقال ذلك المشرقى لبعضهم إن وجدت فيه صورة إنسان عريان مؤتزر بمئزر وفى يده اليمنى فأس له رأسان وفيه ورقة معلقة فأنسخه لى وما حوله من الكتابة.
قال ففعلت ذلك وأتيت بها إليه وسألته عن خاصيتها، فأطعمنى «ا» فيها وقال ليس ينتفع عندها أو تفسد البربى. قال فمشيت إليها فخدشتها بمنقار حتى أفسدتها وطمستها ثم سألته عن علمها فخلط على ولم يعطنى فائدة. فلما كان بعد ذلك تحدثت به مع قوم أهل المشرق فتلهف أحدهم فسألته عن أمرها فقال إن تلك الصورة إذا جعلت فى موقع فيه كنز ارتفع من الموضع غبار فيعلم أن فيه خيرا وهى دلالة على الكنوز فغمنى أن كنت أفسدتها. وكذلك يتحدث أهل سمنود عن البربى الذي عندهم «2» بعجائب كثيرة منها أن بعض من دخله كتب على كفه صورة من تلك الصور أعجبته، فأطبقت عينه الواحدة حتى أتاه من كتب على كفه الصورة المحاذية لها فانفتحت عينه.
पृष्ठ 61