وكقولك: (شعر الأمير، أمير الشعر).
وثانيها: أن يقع بين متعلقي فعلين في جملتين، كما في قوله تعالى: ﴿يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ﴾.
وكقول الحمامي:
رمى الحدثان نسوة آل حرب ... بمقدار سمدن له سودًا
فرد شعورهن السود بيضا ... ورد وجوههن البيض سودا
وحرب: جد معاوية بن أبي سفيان، والحدثان: الدهرن والمقدار القدر، وسعدن بمعنى: ذهلن.
والعكس واضح من البيت الثاني:
وثالثها: أن يقع بين لفظين في طرفي جملتين، كما في قوله تعالى: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ وقوله تعالى: ﴿لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ﴾ وقوله تعالى: ﴿مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾.
وقول أبي الطيب المتنبي:
فلا مجد في الدنيا لمن قل ماله ... ولا مال في الدنيا لمن قل مجده
والمعنى: أن المجد والمال في الدنيا مثلًا زمان، لأن المال - في رأي أبي الطيب - سبيل إلى المجد، كما أن المجد سبيل للحصول