بالحسبة الرقمية العبرية 49 سنة أسر تساوي سبع أسابيع من السنوات 7 × 7 = 49 وهكذا كان إرميا يعني بالسنوات «أسابيع السنوات» أي إن الحسبة هي 49 سنة؛ هي المدة التي حددها يهوه حتى يكفر شعب الرب بالآلام عن آثامه ويخرج طاهرا ومستقلا عن حكم الوثنيين.
وعليه أولا يجب بدء العد من لحظة الأسر تسعا وأربعين عاما لنجده زمن زربابل آخر نسل داود المعروفين في زمنه. «لقد كان دانيال يقصد المسيح زربابل وليس المسيح يسوع».
وقد علمنا أنه قد تم تنصيب زيوس بدلا من يهوه في معبد أورشليم في 15 يناير 168ق.م، وهو ما يصوره لنا سفر ملوك ثاني قائلا: «فاشتد انفجار الشر وعظم على الجماهير وامتلأ الهيكل عهرا وقصوفا، وأخذ الأمم يفسقون بالمأبونين ويضاجعون النساء في الدور المقدسة، ويدخلون إليها ما لا يحل، وكان المذبح مغطى بالمحارم التي نهت الشريعة عنها» (6: 3-5). ويوم تنصيب زيوس بحسابات دانيال يوافق عام 171ق.م.
وبهروب زربابل إلى بابل نظر دانيال إلى الكاهن عونيا الثالث ورأى فيه المسيح الجديد، وهو ما دفع إلى الوشاية به من البعض وهلك، وهو ما يصوره في (9: 27) عن المسيح الشهيد ومداخلة إرميا الخاطئة حول السنوات السبعين دفعت دانيال لمحاولة التبرير إذن، فقام يقول إن 49 عاما في الأسر كانت الأسبوع الأول من الأسابيع السبعين، وموعد مملكة يهوه ومسح الملك القدوس، «وذهب اللاهوت المسيحي بعد ذلك وراء سحر الأرقام المغلوطة ليؤكد أن مقدم يسوع تم التنبؤ به سلفا قبل خمسة قرون من حدوثه عند دانيال».
أما القسم السردي فيشرح ما وقع من عقوبات على شعب الرب.
وفي هذا الوقت جرت احتمالات كثيرة منها أن مصر قد تتمكن من استجماع قواها لتحطيم عدوها وربما تتدخل روما الناهضة الناشطة في المنطقة ، وربما تحدث متغيرات عنيفة في المملكة السلوقية بسوريا؛ ومن ثم كان المطلوب من الشعب المختار أن يصبر ويطيل أمد الصمود أمام اضطهاد أنطيوخس أبيفان، رغم أنه لم تحدث أية مطاردات للعقيدة اليهودية في بابل حيث يزعم المؤلف أنه قد تم تأليف الكتاب هناك.
ولكن حتى يلتقي ما يحكي دانيال، مع مرسوم أبيفان بعبادة زيوس والملك أنطيوخس أبيفان نفسه، فقد قام دانيال بتأليف مرسومين نسب أحدهما إلى نبوخذ نصر (الإصحاح الثالث) والآخر إلى داريوش الأول (الإصحاح السادس)، بينما الحقيقة تؤكد أنه لم يوجد في التاريخ إطلاقا مثل هذين المرسومين المخترعين، وأن ما تتجلى به صورة هذين الإصحاحين من تصفيات وحشية للمؤمنين لم تحدث قط قبل حكم أنطيوخس أبيفان. ولم ير دانيال بأسا في سرد بعض التفاصيل الملحمية كإلقاء دانيال وأصدقائه الثلاثة في النار ومع ذلك رفضوا السجود للصنم، ثم كيف ألقي دانيال إلى حفرة ملأى بالأسود الجائعة.
وكي يعطي مؤلف هذا الكتاب مصداقية فقد لجأ إلى كتابي عزرا ونحميا حيث قوائم أسماء كاملة لمن عادوا من الأسر البابلي وانتقى منها اسم «دانيال» الوارد في عزرا، 8: 2.
وإذا كان اليهود قد أطلقوا على أنطيوخس أبيفان لقب المجنون، فقد عمد دانيال إلى سرد روايات وأساطير تثبت أن نبوخذ نصر كان هو المجنون حتى يكون زمنه زمن تأليف الكتاب، أما الحادث في القرن الثاني قبل الميلاد أن اليونان أنفسهم قد قاموا يسجعونه على وزن أبيفان لقب يبيمان؛ أي المجنون، سخرية من هذا الملك «الإله الجديد».
لكن ما يحسب لدانيال المزعوم أنه أول من أدخل فكرة واضحة عن قيامة الموتى وحسابهم ثم ثوابهم الأبدي، لكن لم يوصلها إلى آخرها فلن يقوم الجميع بل البعض:
अज्ञात पृष्ठ