يأكلون لحم شعبي ويكشطون جلدهم عنهم ويهشمون عظامهم، ويشققون كما في القدر وكاللحم في وسط المقلي. (ميخا، 3: 3)
يشتهون الحقول ويغتصبونها، والبيوت ويأخذونها، ويظلمون الرجل وبيته والإنسان وميراثه. (ميخا، 2: 2)
ثم يرسم صورة لمصدر ذلك الظلم في فساد النظام والحكومة وانتشار الرشوة والنهب في كل مكان:
الرئيس طالب والقاضي بالهدية، والكبير متكلم يهوى نفسه. (ميخا، 3: 11)
ورغم إصلاحات حزقيا ومطاردته للعبادات الأجنبية، فإن الشعب كان لا يزال يتعبد للتماثيل والأنصاب «والسواري المقدسة (المسلات على الطريقة الفرعونية)» (ميخا، 5: 12-14)؛ لهذا كان ميخا بعكس إشعيا شديد التشاؤم لأن يهوه سينزل على أورشليم عاصمة يهوذا والسامرة عاصمة إسرائيل غضبه فتتحولان إلى كومات من الأنقاض (ميخا، 1: 36؛ و12: 6-16). ولن يقبل القرابين والذبائح «هل يسر يهوه بألوف الكباش، بربوات أنهار زيت» (ميخا، 6: 6، 7). لقد أمسى يهوه يطلب أمرا آخر هو «أن تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعا مع إلهك» (ميخا، 6: 8). ولأن ميخا كان مشدوها مما يحدث من فساد في بيوت الأثرياء وأهل الحكم والسلطان، فإنه «وجد الفساد أكثر مما يمكن إصلاحه؛ لذلك فالكارثة قادمة لا شك فيها» بعد أن حكم يهوه على شعبه بقوله:
أسلمك للخراب، وسكانها للصغير. (ميخا، 6: 16)
لكن كتاب ميخا يحوي نقيضا تاما لهذا ذا طابع إسخاتولوجي بتعزية تتحدث عن نهوض شعب الله مرة أخرى لأن الله لن يسمح بفناء شعبه تماما: «والآن قد اجتمعت عليك أمم كثيرة، الذين يقولون لتتدنس ولتتفرس عيوننا في صهيون، وهم لا يعرفون أفكار يهوه ولا يفهمون قصده.»
إن ميخا يؤكد أن هؤلاء الأجانب الذين يرسلون جيوشهم على شعب الرب لا يعلمون أن يهوه يدفعهم لذلك، بعد أن دبر لهم مكيدة كبرى وشركا عظيما. إنه جمعهم كحزم إلى البيدر.
وهنا سيسمع شعب الرب أمر يهوذا وينفذ. قومي ودوسي يا بنت صهيون ... فتسحقين شعوبا كثيرين وأحرم غنيمتهم ليهوه وثروتهم لسيد كل الأرض. (ميخا، 4: 11-13)
هناك إضافات واضحة لكتاب ميخا أضيفت بعده بزمان، كالتنبؤ بأن بنت صهيون أي أورشليم سوف تسبى بسكانها إلى بابل، لكن يهوه سينقذها، رغم أن «عدو شعب الله زمن ميخا كان آشور وليس بابل». مما يؤكد أن تلك إضافة حدثت لمحرر عاش زمن الأسر؛ لأنه يتحدث عن إعادة بناء سور جديد لأورشليم يبنيه العائدون من أسر بابل، بعد أن سبق ودمره البابليون. ويؤكد هذا الفرض أننا نجد في سفر إشعيا وميخا نصين متطابقين تماما مبنى ومعنى ثانيا عن مكان إسرائيل المقبل في آخر الأيام، وهو النص الذي يقول:
अज्ञात पृष्ठ