इस्माइल क़ासिम
إسماعيل عاصم في موكب الحياة والأدب
शैलियों
ومما سبق نجد أن معظم التآليف المسرحية المصرية، إما موضوعاتها مختلفة عن موضوعات مسرحيات إسماعيل عاصم، أو أن لغتها عامية، وتختلف عن لغة مسرحيات رائدنا، هذا بالإضافة إلى فقدنا لمعظمها، وأمام هذه الحقائق، يمكننا الزعم بأن إسماعيل عاصم هو أول مؤلف مسرحي مصري لمسرحيات الميلودراما الاجتماعية الفصيحة، ولنتطرق الآن إلى الحديث عن هذه المسرحيات المؤلفة.
مسرحية «هناء المحبين»
تدور هذه المسرحية حول حب «لطيف» أحد أعوان الوزير نعيم، ل «لطيفة» ابنة الوزير، ورفض الوزير إتمام هذه العاطفة بالنهاية السعيدة، عندما طلب لطيف الاقتران بلطيفة، رغم توسلات «صالح» أخي نعيم، و«عاقل» الطبيب الفيلسوف الحكيم، ونجد الوزير في نفس الوقت يوافق على خطبة الوجيه «حسيب» ابن وزير التجارة من ابنته، رغم عدم موافقتها عليه، ومن شدة حزن لطيفة تموت كمدا، ويجن جنون لطيف، ويذهب إلى قبرها يوم دفنها، ويتفق مع اللحاد على أخذ جثتها إلى منزله في المساء ثم إعادتها في الصباح، مقابل خمسين دينارا. وفي منزل لطيف نجد الأنوار والأزهار وجثة لطيفة مزينة وجالسة على كرسي العرس. فقد أقام لطيف حفلة زواج وهمية، ولكن الحكيم عاقل يحضر، أثناء غياب لطيف ويكتشف الجثة، فيتوهم أن الفتاة ماتت عندما رأته، فيحاول علاجها طبيا، فتفيق من إغمائها الشديد
15
وعندما يعرف الحقيقة يذهب إلى السلطان ويخبره بالأمر، وتنتهي المسرحية بزواج لطيف من لطيفة، بعد أن أنعم عليه السلطان بلقب وزير.
وهذه المسرحية هي باكورة تآليف إسماعيل عاصم المسرحية، وكان خبر تأليفها حدثا فريدا، تحدثت به الصحف المصرية في حينها، لما لمؤلفها من المنزلة الرفيعة في المجتمع الأدبي المصري. فقد قالت جريدة «المقطم» في 1 / 4 / 1893: «رفع حضرة الفاضل إسماعيل بك عاصم إلى سمو الخديوي المعظم رواية «هناء المحبين » التي ألفها حضرته، وهي رواية تمثيلية أدبية حكيمة، وستمثل في الأوبره الخديوية مساء السبت القادم في 8 أبريل، ويحضر تمثيلها سمو الخديوي المعظم ودولتلو رياض باشا، ويخصص جانب من دخلها للجمعية العلمية الخيرية، فنحث محبي الخير والإحسان على حضور تلك الليلة الشائقة،
16
ومن الجدير بالذكر، أن نظارة الحربية سمحت للموسيقى الأميرية بالعزف يوم تمثيل الرواية؛
17
تشجيعا وتقديرا للمؤلف، ولغرضها الخيري.»
अज्ञात पृष्ठ