इस्माइल क़ासिम
إسماعيل عاصم في موكب الحياة والأدب
शैलियों
كل شيء وللإله الدوام
تعسا لك يا موت ما أظلمك! وتبا لك يا حمام ما أشأمك! قطعت زهرة حياتها من روض شبابها، وغيبت شمس ذاتها من أفق أترابها. وأنت يا أباها الظلوم، ماذا أفادك عنادك المشئوم؟ أوقعت نفسك في خطية ليس لك منها فكاك، وأوقعتني معها في مهاوي الهلاك، ولكن لا بد لي من الذهاب إلى تربتها، وأعمل كل حيلة لمشاهدة طلعتها ثم أنقلها إلى داري في الظلام، وأهيئ له غرفة كغرفة الزفاف بالتمام، وهناك أندبها وأبكيها، وأقضي حق الأحزان وأرثيها، حتى إذا لاح عن الصباح النور، أعيدها إلى ظلمة القبور، وأضعها في رمسها، وأدفن نفسي مع نفسها؛ لأموت ظافرا بالمرام، وأسأل الله حسن الختام.
المنظر الثاني (مقبرة إسلامية في الخلاء وبها اللحاد خاشع.)
خاشع :
ما أغفلك يا ابن آدم، وما أجهلك في هذا العالم! تبني القصور، وتعمر الدور، والموت لك بالمرصاد، يخطفك من الأهل والأنجاد. فبينما أنت في أعلى القصر، وإذا بك نزلت في أسفل القبر، وهذه الشواهد، على ما أقول شواهد، وكلنا نرى ذلك، ولا ننكر ما هنالك، ولكن عميت البصائر، وخلت الضمائر، وإليها الغرور، عن حقائق الأمور. تموت الأجداد والآباء، وتفنى البنات والأبناء، ونحن في غفلتنا غافلون. إنا لله وإنا إليه راجعون. يا ابن آدم تعمل الأفراح، وتعاقر الراح وتغازل الغزلان، وتساجل الألحان، وتنتقي العرائس، وتقتني النفائس، وتكنز المال، وتطلب المنصب العال، كأنك خالد في دنياك. فأف لك يا أفاك، تتجاهر بالمعاصي، ونسيت يوم الأخذ بالنواصي، يوم ينظر المرء ما قدمت يداه أمامه، يوم يعض الظالم على يديه ندامة، ويتقلب من جمر العقاب على جنبيه، فيا ليت شعري أما في هذه القبور زواجر؟! أما في هذه الرفات موعظة لناظر؟! يتساوى عندي المالك والمملوك، والأمير والصعلوك، كلهم يأتيني في ثوب الكفن رافل، ومن هذا الباب داخل ... وأنت ما لك يا خاشع وهذه الأفكار، وأنت رجل لحاد حفار، في النهار أدفن وأواري، وفي الليل أنعكف في داري، وقد دفنت اليوم في هذا القبر بنت الوزير، واكتسبت من دفنها ثلاثة دنانير، وها نحن الآن بعد العصر، فأنا أتوجه إلى بيتي وأدعو للسلطان بالنصر (يشعر بحركة رجل من بعيد) : أرى رجلا مسرعا في الحضور، وبيده رياحين وزهور، ولا بد من انتظاره هنا، عسى يكون في حضوره الهنا، ويبشرني بقدوم جنازة أخرى، فأزداد مكاسب كبرى. (يدخل لطيف)
لطيف :
السلام عليك أيها الرجل الطاهر، وما سبب وقوفك بين المقابر؟
خاشع :
وعليك السلام. أنا عمك خاشع اللحاد. أدفن الملوك والعباد، ومنذ سنتين دفنت رجلا فقيرا في هذا القبر، واليوم دفنت فيه بنت الوزير صاحب الأمر؛ ولذلك فإني واقف يا طاهر الأنفاس، أضحك متعجبا من غفلة الناس.
لطيف :
अज्ञात पृष्ठ