وزاد في الأرض تمهيدا لدعوته
بعهده للمسيحيين والهود
وبدئه الحكم بالشورى يتم بها
ما شاءه الله عن عدل وعن جود
هذا هو الحق والإجماع أيده
فمن يفنده أولى بتفنيد
يقول ابن حزم:
5 «إن العرب كانت أقواما لقاحا لا يملكهم أحد كمضر وربيعة وإياد وقضاعة، أو ملوكا في بلادهم يتوارثون الملك كابرا عن كابر فانقادوا كلهم لظهور الحق وآمنوا برسول الله، وهم آلاف آلاف وصاروا أخوة كبني أب وأم، وانحل كل من أمكنه الانحلال عن ملكه منهم إلى رسله طوعا بلا خلاف غزو ولا إعطاء مال ولا مطمع في عز، بل كلهم أقوى جيشا من جيشه وأكثر مالا وسلاحا منه وأوسع بلدا من بلده، وهكذا كان إسلام جميع العرب أولهم كالأوس والخزرج ثم سائرهم قبيلة قبيلة، لما ثبت عندهم من آياته وبهرهم به من معجزاته، وما اتبعه الأوس والخزرج إلا وهو فريد طريد، قد نابذه قومه حسدا له؛ إذ كان فقيرا لا مال له، يتيما لا أب له ولا أخ ولا ابن أخ ولا ولد، أميا لا يقرأ ولا يكتب نشأ في بلاد الجهل، يرعى غنم قومه بأجرة يتقوت بها، فعلمه الله الحكمة دون معلم وعصمه من كل من أراد قتله.»
ويقول ماكس
6
अज्ञात पृष्ठ