قال: فجميع ماله خمسة وثلاثون ألف ألف ومائتا ألف، وقيل: إن قيمة
20
ما ترك خمسون ألف ألف ومائتا ألف.
ومن أغنياء الصحابة المقداد بن الأسود كان عنده غرائر من المال، ومنهم عروة بن الجعد وأنس بن مالك وعمرو بن حريث القرشي المخزومي، ومن تجار الصحابة سعيد بن عائد وأبو معلق الأنصاري وعبد الله وعبيد الله ابنا عمر بن الخطاب وحاطب بن بلتعة وسويد بن قيس العبدي.
صناعات بعض الصحابة وزهد الرسول وأصحابه
ومن هذه الأمثلة القليلة يتمثل للنظر ما وصل إليه القوم من الثروة، مع الأمانة والإيثار وحب الخير والزهد بما في أيديهم، فقد رأينا عبد الله بن الزبير لم يشأ أن يقسم تركة أبيه حتى نادى في الحج أربع سنين ليوفي دينه، وليس يغلو من يدعي أن تركة الزبير بن العوام تعد ثروة غني من أغنياء الغرب اليوم، وما ندري ما تعادل لو حسبناها بسكة زماننا، وما هي أقل من بضعة ملايين من الجنيهات، وبعض هذه الثروات كانت لأكثرهم قبل الإسلام أو كان لهم أكثرها فزادت في العهد الجديد، ولا شك أنهم جهزوا منها جيوشهم وغزاتهم، واستعان الرسول بها على الفتوح الأولى، وكلهم سواء في الإنفاق منها على مصالح المسلمين وفقرائهم، واجتمعت لهم معظم هذه الأموال من التجارة، وقليل منها من الزراعة والصناعة؛ فقد كان أبو طالب
21
يبيع العطر والبز، وأبو بكر وعمر وطلحة وعبد الرحمن بن عوف كانوا بزازين،
22
وكان سعد بن أبي وقاص يبري النبل (وفي رواية يعذق النخل)، وكان أخوه عتبة نجارا، والعوام أبو الزبير خياطا، والزبير جزارا، وعمرو بن العاص جزارا ثم يبيع الأدم والطيب، وأبو سفيان بن حرب يبيع الزيت (الزبيب؟) والأدم، وعبد الله بن جدعان نخاسا، وعثمان بن طلحة خياطا، ولبعضهم موارد يعيشون منها وتزيد عن حاجته.
अज्ञात पृष्ठ