قال سعد بن الربيع الأنصاري وهو أكثر الأنصار مالا، لعبد الرحمن بن عوف لما آخى بينهما الرسول: أنا أكثر أهل المدينة مالا فانظر شطر مالي فخذه، وتحتي امرأتان فانظر أيتهما أعجب إليك حتى أطلقها لك، فقال له عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك، حتى إذا عمل عبد الرحمن في التجارة أتى عليه زمن فباع أرضا من عثمان بأربعين ألف دينار، فقسم ذلك في فقراء بني زهرة.
وكان طلحة بن عبيد الله أحد العشرة من الأغنياء الأجواد، وقيل له: طلحة الفياض وطلحة الجود وطلحة الخير وطلحة الطلحات، ويقال: إنه فرق في يوم سبعمائة ألف، باع أرضا له من عثمان بن عفان بسبعمائة ألف فحملها إليه فبات ورسله تختلف بها في سكك المدينة حتى أسحر وما عنده منها درهم، ويروى أن طلحة وصل أعرابيا من أقاربه بثمانمائة ألف درهم، ويقال:
12
إنه خلف من المال ألفي ألف درهم ومائتي ألف دينار، وقومت أصول طلحة وعقاره بثلاثين ألف ألف درهم وكانت غلته ألفا وافيا،
13
وفي رواية أخرى
14
أن قيمة ما ترك طلحة من العقار والأموال شيء عظيم؛ ترك من الناض ثلاثين ألف ألف درهم، وترك من العين ألفي ألف ومائتي ألف دينار والباقي عروض،
15
وكان يغل بالعراق ما بين أربعمائة ألف إلى خمسمائة ألف، ويغل بالشراة عشرة آلاف دينار أو أكثر، وكان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا إلا كفاه مؤونته ومؤونة عياله، وزوج أياماهم وأخدم عائلهم، وقضى دين غارمهم، ويرسل إلى عائشة إذا جاءت غلته كل سنة بعشرة آلاف، وأعان يعلى بن منية الزبير بأربعمائة ألف وحمل سبعين رجلا من قريش، وحمل عائشة على الجمل الذي شهدت القتال عليه، وكان جوادا معروفا بالكرم.
अज्ञात पृष्ठ