इस्लाम शरीकन
الإسلام شريكا: دراسات عن الإسلام والمسلمين
शैलियों
33
الذي ساهمت أفكاره مساهمة كبيرة في التمهيد لقيام الثورة الإسلامية في إيران سنة 1978-1979م، حتى ولو كانت الجمهورية الإسلامية التي أعلنت بعد ذلك لم تتأثر بأفكاره تأثرا يذكر.
والحقيقة أن شريعتي يضع النزعة الإنسانية الإسلامية - التي وجد أسسها في القرآن الكريم - في مواجهة النزعة الإنسانية الأوروبية التي نمت - في تقديره - حتى أصبحت هي أساس الحضارة الغربية الحديثة بسبب معارضتها لمسيحية العصر الوسيط. لقد خلق الله الإنسان من طين مهين، وهو أحط رموز التعاسة والحقارة والخسة، ولكنه سبحانه نفخ من روحه في هذا الطين فخلق الإنسان وجعله نائبه على الأرض.
ويفسر شريعتي «الأمانة» التي عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأشفقن منها وحملها الإنسان تفسيرا يذكرنا بإقبال؛ فالأمانة - عند شريعتي - هي حرية الإرادة التي تميز الإنسان عن سائر المخلوقات جميعا؛ في إمكان الإنسان أن يختار بين أن يكون شبيها بالطين أو بالله. بذلك لا يكون الإنسان في الإسلام محتقرا عند الله، وإنما هو شريكه وحبيبه.
34
كذلك يذكرنا شريعتي مرة أخرى بإقبال ودولته الإسلامية المثالية (التي تكون فيها جميع وسائل الإنتاج ملكا لله وينبغي أن تستغل لمصلحة البشرية بأسرها كما سبق القول) أقول يذكرنا به عندما يعهد إلى الإنسان بإقامة جنة بشرية على الأرض أو في الطبيعة.
35
ويمضي شريعتي في تأملاته إلى أبعد من هذا، حيث تتبع ازدواجية التاريخ الاجتماعي للبشرية بين قطبي هابيل وقابيل. فهابيل يرمز إلى الاقتصاد الزراعي والاشتراكية البدائية قبل ظهور الملكية، إلى بناء اجتماعي فيه الجماعة سيدة نفسها ويكون العمل كله للمصلحة العامة. أما قابيل فيرمز إلى الزراعة، وللملكية الفردية أو الاحتكارية، أي إلى بناء اجتماعي يكون فيه الأفراد هم سادة المجتمع.
36
هكذا يمثل قابيل قطب الحاكم، والمالك، والطبقات المستغلة أما هابيل فيمثل قطب الشعب - والله ...
अज्ञात पृष्ठ