इस्लाम फि क़र्न चिश्रिन
الإسلام في القرن العشرين: حاضره ومستقبله
शैलियों
وقد ترجم له المولى محمود الألوسي صاحب تفسير «روح المعاني» وهو بعض مريديه، فقال: إنه «ابن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن محمد بن بريد بن مشرف بن عمر بن معضاض بن ريس بن زاخر بن محمد بن علي بن وهيب التميمي النجدي صاحب الدعوة المشهورة.» قال: «وقد نشأ الشيخ محمد في بلد العيينة من بلاد نجد في حجر أبيه الشيخ عبد الوهاب بن سليمان القاضي في بلدة العيينة في زمن إمارة عبد الله بن محمد بن حمد بن عبد الله بن معمر المشهور صاحب العيينة التي تزخرفت في أيامه، وذلك قبل انتقال الشيخ عبد الوهاب إلى بلد حريملة من بلاد نجد. فقرأ الشيخ محمد على أبيه الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وكان الشيخ محمد في صغره كثير المطالعة لكتب التفسير والحديث والعقائد، فصار ينكر على أهل نجد كثيرا من الأمور، فلم يسعفه على ذلك أحد وإن استحسن إنكاره بعض الناس، فسافر من بلده العيينة إلى حج بيت الله الحرام، فلما قضى نسكه صار إلى المدينة فأخذ فيها عن الشيخ العالم عبد الله بن إبراهيم بن سيف من آل سيف رؤساء بلد المجمعة المعروفة في ناحية سدير من نجد، والشيخ عبد الله هو والد الشيخ إبراهيم مصنف كتاب «العذب الفائض في علم الفرائض.»»
وروى الألوسي في الهامش أن محمد بن عبد الوهاب كان عنده يوما فقال له: تريد أن أريك سلاحا أعددته للمجمعة؟ قال محمد بن عبد الوهاب: نعم. قال: فأدخله منزلا فيه كتب كثيرة، فقال: هذا الذي أعددت لها.
ثم استطرد الألوسي فقال: إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب أنكر استغاثة الناس بالنبي
صلى الله عليه وسلم
عند قبره، ثم رحل إلى نجد، ثم إلى البصرة يريد الشام، فلما ورد البصرة أقام فيها مدة، وأخذ على العالم الشيخ محمد المجموعي من أعلى المجموعة محلة من محال البصرة، فأنكر أيضا أشياء كثيرة على أهل البصرة فأحس الناس به فآذوه وأخرجوه وقت الهجيرة، ولحق بعض الأذى بالشيخ محمد المجموعي أيضا لمؤاتاته للشيخ محمد، فلما خرج الشيخ محمد بن عبد الوهاب هاربا من البصرة، وتوسط الطريق فيما بين البصرة وبلد الزبير في وقت الصيف في شدة الحر، وكان ماشيا على رجليه، كاد يهلك من شدة العطش، فوافاه رجل من أهل بلد الزبير يسمى أبا حميدان، ووجده من أهل العلم، فسقاه الماء، وحمله على حماره حتى أوصله إلى بلد الزبير. ثم إن الشيخ محمدا أراد السفر إلى الشام، فضاق زاده، فانثنى عزمه عن الشام فقصد الأحساء فنزل بها عند الشيخ العالم عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف الشافعي الأحسائي. ثم خرج من الأحساء وقصد بلد حريلمة من نجد، وكان أبوه الشيخ عبد الوهاب قد انتقل إليها من بلد العيينة سنة تسع وثلاثين ومائة وألف بعد وفاة عبد الله بن معمر صاحب العيينة في الوباء الذي وقع بها فأفناها، وتولى فيها بعده ابن ابنه محمد بن حمد الملقب بخرفاش، فوقع بينه وبين الشيخ عبد الوهاب منازعة، فعزله عن قضاء العيينة، وجعل مكانه أحمد بن عبد الله بن عبد الوهاب بن عبد الله النجدي قاضيا، فانتقل الشيخ عبد الله إلى بلد حريلمة، ولما وصل الشيخ محمد إلى بلد حريملة لازم أباه، وقرأ عليه، وأظهر الإنكار على أهل نجد في عقائدهم، فوقع بينه وبين أبيه منازعة وجدال، وكذلك وقع بينه وبين الناس في بلد حريملة جدال كثير، فأقام على ذلك مدة سنتين حتى توفي أبوه الشيخ عبد الوهاب سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف.
ثم أعلن الشيخ محمد بالدعوة والإنكار على الناس، وتبعه أناس من أهل حريملة واشتهر بذلك، وكان رؤساء بلد حريملة قبيلتين أصلهما قبيلة واحدة، وكل منهما يدعي الرئاسة، وليس في البلد رئيس يحكم على الجميع، وكان لإحدى القبيلتين عبيد يقال لهم الحميان، وهم أهل الفساد، فأراد الشيخ محمد أن يمنعهم من فسقهم وفجورهم، وأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر، فهم العبيد ليلا بقتل الشيخ محمد خفية، فلما تسوروا عليه من وراء الجدار علم بهم بعض الناس فصاحوا بهم، فانتقل الشيخ محمد من بلد حريملة إلى العيينة ورئيسها يومئذ عثمان بن حمد بن معمر، فتلقاه بالقبول وأكرمه وحاول نصرته، وقال لعثمان: إني أرجو إن أنت قمت بنصر (لا إله إلا الله) أن يظهرك الله وتملك نجدا وأعرابها، فساعده عثمان، فأعلن الشيخ محمد بالدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وشدد في النكير على الناس، فتبعه بعض أهل العيينة، وقطع أشجارا كانت تعظم في تلك النواحي، وهدم قبة قبر زيد بن الخطاب - رضي الله عنه - عند الجبيلة، فعظم أمره، فبلغ خبره إلى سليمان بن محمد بن عزيز الحميدي صاحب الأحساء والقطيف وما حوله من العربان، فأرسل سليمان كتابا إلى عثمان وكتب فيه: إن المطوع الذي عندك قد فعل ما فعل وقال ما قال، فإذا وصلك كتابي فاقتله، فإن لم تقتله قطعنا خراجك الذي عندنا في الأحساء، وكان خراجه ألفا ومائتين ذهبا وما يتبعها من طعام وكسوة.
فلما ورد الكتاب إلى عثمان لم تسعه مخالفته، فأرسل إلى الشيخ محمد وأخبره بكتاب سليمان، وقال له: لا طاقة لنا بحرب سليمان، فقال الشيخ محمد: إنك إن نصرتني ملكت نجدا، فأعرض عنه عثمان، وأرسل إليه ثانيا أن سليمان قد أمرنا بقتلك في بلدنا، فشأنك ونفسك وخل بلادنا، وأمر فارسا يقال له الفريد الظفيري بإخراجه من البلد، فركب الفارس جواده والشيخ يمشي على رجليه أمامه وليس معه إلا المروحة، وذلك في أشد الحر من الصيف، فهم الفارس بقتله في الطريق، فكف الله يده عنه لما أصابه من الرعب والخوف العظيم وخلى سبيل الشيخ، فصار الشيخ إلى الدرعية، وكان ذلك سنة ستين بعد المائة والألف، ووصل إليها وقت العصر، فنزل في بيت عبد الله بن سويلم العريني، فلما دخل عليه ضاقت به داره، وخاف على نفسه من محمد بن سعود صاحب الدرعية، فوعظه الشيخ وسكن جأشه وروعه، وقال: سيجعل الله لنا ولك فرجا، فاستقر فأراد أن يخبر محمد بن سعود بحاله ويرغبه في نصرته، فالتجأ إلى أخويه مشاري وثنيان ولدي سعود وزوجته موخي بنت أبي وحطان من آل كثير، وكانت ذات عقل وفهم، فأخبروها بحال الشيخ وصفته من الحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقذف الله محبة الشيخ في قلبها، فأخبرت زوجها محمد بن سعود بحاله، وقالت له: إن هذا الرجل أتى إليك، وهو غنيمة ساقها الله تعالى إليك، فأكرمه وعظمه، واغتنم نصرته، فقبل قولها، وألقى الله محبته في قلبه، ورغبوا محمد بن سعود في زيارته لعل ذلك يكون سببا لتعظيم الناس له وإكرامه، فسار محمد بن سعود إليه، فلما دخل عليه في بيت ابن سويلم رحب به، وقال: أبشر بالخير والعزة والمنعة، فقال له الشيخ: «وأنا أبشرك بالعز والتمكين والغلبة على جميع بلاد نجد، وهذه كلمة (لا إله إلا الله) من تمسك بها وعمل بها ونصرها ملك بها البلاد والعباد، وهي كلمة التوحيد، وأول ما دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم.»
واستطرد الألوسي إلى تعاهد الرجلين على النصرة؛ إذ قال الشيخ للأمير: «أما الأولى: فامدد يدك، فمدها وقبضها، وقال له: الدم بالدم والهدم بالهدم
1 ... وأما الثانية: فلعل الله تعالى يفتح عليم الفتوحات فيعوضك من الغنائم ما هو خير منه، أي من خراج أهل الدرعية. فبايع محمد بن سعود الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى استقامة الشعائر.»
إلى أن قال: «ثم أمر أهل الدرعية بالمقاتلة معهم، فامتثلوا أمره، وقاتلوا أهل نجد والأحساء دفعات كثيرة إلى أن أدخلوهم إلى طاعتهم، وحصلت إمارة بلاد نجد وقبائلها جميعا لآل سعود بالغلبة، وكان الشيخ كثير العطايا بحيث كان يهب كل ما غنمه الجيش مع كثرته إلى رجلين أو ثلاثة، وفي تاريخ ابن بشر إلى حمد وابنه عبد العزيز، وكانت الغنائم تسلم بيده، ثم هو يضعها حيث يشاء، ويعطيها إلى من يشاء، ولا يأخذ أمير نجد شيئا من ذلك إلا بأمره، ولما فتحوا الرياض من بلاد نجد، واتسعت بلادهم، وأمنت الطرق، وانقاد لهم كل صعب - عرض الشيخ أمور الناس وأموال الغنائم إلى عبد العزيز الأمير، وانسلخ الشيخ، وتفرغ للعبادة وتعليم العلم، ولكن لا يقطع عبد العزيز الأمير ولا أبوه أمرا ولا ينفذ حكما إلا بأمر الشيخ محمد، وتوفي الشيخ المشار إليه في سنة ست بعد المائتين والألف، وهي السنة التي غزا فيها سعود بن عبد العزيز ناحية جبل شمر، وأخذ أهله، وكسب منهم أموالا كثيرة منها ثمانية آلاف بعير، وقتل منهم عدة رجال، فأخرج خمسها وقسم الباقي على جيشه.»
अज्ञात पृष्ठ