इस्लाम फि क़र्न चिश्रिन
الإسلام في القرن العشرين: حاضره ومستقبله
शैलियों
والويل لها إذا أحست نقصها، والويل لها إذا غفلت عنه، ولم تفطن لمصابها. فإن إحساسها بالنقص في جميع هذه العدد يذلها وييئسها، ويهون عليها الخضوع لغيرها، والاستسلام لسوء مصيرها.
أما الغفلة عن النقص فهي أشد عليها من الإحساس به إن كانت هناك حالة أشد من حرمانها العلم والثروة والسلاح والحرية والمكانة السياسية؛ لأنها تزيد عليها حرمانا آخر لا تزال له بقية فيها، وهو الحرمان من محاولة التبديل إن كان للمحاولة سبيل.
ويحدث في بعض هذه الأحوال أن تتماسك الأمة بعض التماسك لاعتصامها بكبرياء الجنس أو بكبرياء الدم والسلالة، وهي كبرياء تخامر النفوس بغير حجة، وتداخل الجاهل مداخلة العارف أو أشد وأقوى.
فالجنس الأصفر ينظر إلى الأمم الأخرى كأنها الغريب المتطفل على العالم؛ لأن أوطانها في عرفها هي مركز العالم ومحوره، فلا محل في خارجه لغير المتطفلين المشردين.
والجنس الأسود يعيب على جميع الأمم أنها لا تأخذ بعاداته ومراسمه، واليونان الأقدمون كانوا يحسبون الناس ما عداهم في زمرة واحدة هي زمرة البرابرة، والمصريون يحسبون الناس واليونان منهم أجلافا مستوحشين، والعرب يسمون غيرهم عجما، والعجم يأنفون من عيشة الصحراء كأنها مسبة لمن يقبلها ومسبة لمن يفضلها على غيرها.
وكان للأمم الإسلامية أن تلوذ بهذه الكبرياء لولا أنها تنتمي إلى جميع الأجناس، وقد تنتسب في رقعة واحدة إلى البيض والسود والصفر كما تنتسب إلى الآريين والساميين والحاميين، وأعلم من فيها يعلم أنه لا فضل لعربي على أعجمي ولا لقرشي على حبشي إلا بالتقوى.
ففي هذه المحنة التي مرت بالأمم الإسلامية في عصر الاستعمار لم تكن لها غير عصمة واحدة: وهي عصمة الدين.
عصمها؛ لأنها لم تهلك هلاك الأمم التي حرمت مقومات الحياة، وعدد الكفاح، فاستسلمت ويئست، وأيقنت أنها أقل من سائر الأمم في جميع الصفات، وأنها محتاجة من تلك الأمم إلى كل شيء.
عصمها؛ لأنها لم تهلك هلاك الأمم التي تجهل حاجتها، وتغفل عن نقصها؛ لأن نزولها منزلة العبودية كاف وحده لتعريفها بتبدل حالها وقبولها ما ليس ينبغي أن تقبله وتستقر عليه.
بقي لها شيء يوحي إليها أنها ليست ضائعة محرومة من كل شيء بعد حرمانها العلم والثروة والسلاح والحرية والمكانة السياسية.
अज्ञात पृष्ठ