इस्लाम फी हबशा

यूसुफ अहमद d. 1361 AH
57

इस्लाम फी हबशा

الإسلام في الحبشة: وثائق صحيحة قيمة عن أحوال المسلمين في مملكة إثيوبيا من شروق شمس الإسلام إلى هذه الأيام

शैलियों

أما المدرسة فإن العمل فيها شاق إلى أقصى حد؛ نظرا لاختلاف أسنان الطلبة فيها، وتباين بيئاتهم وتعدد لغاتهم، ففيها أحباش وعرب يمنيون وحضرميون، وهنود وأتراك وصومال، والطلبة الأحباش أنفسهم من مقاطعات مختلفة، مما يجعل الدرس الواحد يعادل خمسة دروس في مصر على الأقل، ولكننا في الوقت نفسه نجد سرورا في العمل بها للتقدم الحسن الذي نشاهده في طلبتها، وقد أصبح سهلا عليهم - وخصوصا طلبة الفرق المتقدمة - أن يفهموا العربية الصحيحة.

ونحن نقوم الآن بتدريس أهم المواد وأشقها، كالتوحيد وفقه الشافعي والتاريخ والأخلاق الدينية، وتحفيظ القرآن الكريم بطريقة تجعلهم يدركون المعنى الإجمالي لكتاب الله.

وقد وجدنا في استعداد أبناء المدرسة الفطري، وذكائهم الطبيعي خير معوان لنا على أن نتقدم بالأولاد في هذه المدة الوجيزة التي قضيناها بينهم في المقررات الموضوعة، رغم أنها في حاجة إلى تهذيب، فهي بوجه عام فوق مستوى الأولاد، ونرجو في المستقبل أن نوفق لأقناع القائمين بإدارة المدرسة بذلك حتى نعمل على تعديلها بما يناسب مدارك الطلبة، وتحقيق الأمل المنشود في هؤلاء التلاميذ، الذين لا شك في أنهم ستتغير بهم حالة مسلمي الحبشة متى صاروا رجالا.

وأما الوعظ، فإننا نرى أن الحبشي مفطور على حب الدين وإجلال رجاله، والعقل الحبشي من أخصب العقول لتلقي العظات والانتفاع بها، فهم قوم قلوبهم طاهرة نقية، فحينما يلقي أحدنا العظة يترامى الناس - وخصوصا الأحباش - على يديه وكتفيه بل رجليه، لثما وتقبيلا.

ومما يدل على أن احترام الأحباش لرجال الدين عامة، أن المسيحيين منهم حينما يقابلوننا يحيوننا بالانحناء الشديد ، وبرفع قبعاتهم إجلالا، وتلك هي التحية الحبشية.

ونحن نرجو أن نصل بالمسلمين منهم إلى الاكتفاء بالتحايا التي يجيزها «الإسلام» فحسب.

وقد تخيرنا من موضوعات الوعظ «التعليم» والحث عليه، ومما لاحظناه أنه يندر أن تجد مسلما لا يعلق التمائم والأحجبة المتعددة الكثيرة على صدره، وهذا يدل على أنهم يعتقدون في الدجالين والمشعوذين، ويقدمون إليهم نفسهم ونفيسهم على فقرهم وحاجتهم.

وكذلك وعظناهم في «البغاء وضرورة الابتعاد عنه»، وخاصة لما يترتب عليه من الأمراض الخبيثة المنتشرة فعلا بينهم، والتي لا يهتمون بعلاجها، كما نهيناهم عن كثير مما يفعلونه في أعراسهم ومآتمهم، والإسلام لا يجيزه، وإنه ليسرنا أن نجد نصائحنا وعظاتنا تنفذ إلى قلوبهم، ويعملون بها.

وإنا لجادون الآن في دراسة عادات البلاد، وأحوالها الاجتماعية دراسة جدية، مع النظر فيها من الوجهة الإسلامية، حتى تكون عظاتنا مبنية على أساس متين، ولا يفوتنا أن نذكر أن من طرق الوعظ والتعليم في هذه البلاد افتتاح المنازل وإلقاء دروس بها، وإفتاء من يحضر للاستفتاء بها، ونحن مجاراة للعرف نستقبل الناس يوميا بعد أداء أعمالنا الأخرى.

وقد عرض علينا كثير من الفتاوى، فأجبنا بما كان موضع الثقة والقبول.

अज्ञात पृष्ठ