इश्तिकाक
كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة
शैलियों
المعتزلة : يقال إن أول اسم الاعتزال أيام علي بن أبي طالب ، حين اعتزل عنه جماعة منهم سعد بن مالك ، وعبد الله بن عمرو ، ومحمد بن مسلمة الأنصاري ، وأسامة بن زيد ، فسموا معتزلة ؛ لاعتزالهم عن بيعته ، ولم يكونوا ممن يعرف بالقدر ، ويقال : بل أول من لقب بهذا اللقب ، ممن كان يقول بالقدر عمرو بن عبيد (¬1) ، وكان السبب فيه أنه كان يجالس الحسن البصري ، ويغشى مجلسه ، فلما مات الحسن اعتزل عن تلك الحلقة ، وعن أصحاب الحسن ، واتخذ لنفسه مجلسا ، فقيل : صار عمرو معتزليا ، وكان عمرو مشهورا بالقول بالقدر ، فلقب بعد ذلك كل من قال بالاعتزال ، ولزمهم / هذا اللقب دون غيرهم 0 ... ... ... ... 70 ب المارقة : لهم خمسة ألقاب ، يقال لهم : المارقة ، والشراة ، والخوارج ، والحرورية ، والمحكمة ، وروي عن النبي عليه السلام أنه كان يقسم غنائم هوازن يوم حنين للمؤلفة قلوبهم ، يتألفهم ؛ ليدخلوا في الإسلام ، فقال رجل من بني تميم ، يقال له ذو الخويصرة (¬1) ، أو ذو الخنيصرة : إن هذه القسمة ما يراد بها الله ، فبلغ ذلك النبي عليه السلام ، فقال : ( من يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله )، فقال عمر بن الخطاب : ائذن لي يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق ، فقال النبي عليه السلام ) إنه يكون له عقب يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، لا يعودون إليه أبدا ) (¬1) ، والرمية هي المرمية ، أنثها لذلك ، وهي فعيلة في معنى مفعولة ، وهي بمنزلة الضحية ، ويقال : مرق السهم إذا أصاب الرمية ، وخرج إلى الجانب الآخر؛ لحدة نصله نفوذا سريعا ، فلم يعلق به دم ، ولا فرث ، يعني : إنهم دخلوا في الدين ثم خرجوا منه خروجا سريعا ، كسرعة نفوذ السهم من الرمية ، وقيل لهم الحرورية ؛ لأنهم نزلوا بحروراء ، (¬2) وهو موضع بالنهروان (¬3) ، واجتمعوا هناك ، فناظرهم أمير المؤمنين / فرجع منهم ألفان ، فقال لهم علي عليه 71أ السلام : بما أسميكم ، أنتم الحرورية ؛ لاجتماعكم بحروراء ، وقيل لهم المحكمة لأنه لما جرى أمر الحكمين بصفين ، اجتمع قوم من جملة أصحاب أمير المؤمنين ، وقالوا : لا حكم إلا لله ، فسمع ذلك علي بن أبي طالب ، فقال : كلمة عدل يراد بها جور ، إنما تقولون لا إمارة ، ولا بد من إمارة برة أو فاجرة ، فسموا المحكمة ؛ لقولهم ذلك ، وقيل لهم شراة ، لأنهم قالوا شرينا أنفسنا من الله ، نقاتل في سبيله ، فنقتل أو نقتل ، وذهبوا إلى قوله : [ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة] (¬1) وقوله : : [إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم] (¬2) الآية ، وواحد الشراة شاري ، ومعنى شرى نفسه من الله أي باعها ، يقال : شريت بمعنى بعت ، وشريت بمعنى اشتريت ، وكذلك بعت الشيء بمعنى اشتريت ، ومعنى بعت ، قال ابن مفرغ (¬3) : " من مجزوء الكامل :
وشريت بردا ليتني من بعد برد كنت هامه
पृष्ठ 166