[حادثة شق الصدر]:
روى خالد بن معدان أن نفرا من الصحابة قالوا: يا رسول الله، أخبرنا عن نفسك. فقال: نعم، أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى بن مريم، ورأت أمي حين وضعتني خرج منها نور أضاء له قصور الشّأم.
وذكر ابن حبان أن ذلك كان في المنام، وفيه نظر (١).
واسترضعت في بني سعد بن بكر، فبينا أنا مع أخ لي خلف بيوتنا نرعى بهما لنا، إذ أتاني رجلان عليهما ثياب بياض بطست من ذهب مملوءا ثلجا، فأخذاني، فشقا بطني، فاستخرجا قلبي، فاستخرجا منه علقة سوداء فطرحاها، ثم غسلا بطني وقلبي بذلك الثلج، ثم قال: زنه بمائة من أمته. فوزناني بهم فوزنتهم، ثم قال: زنه بألف من أمته. فوزنتهم، ثم قال: دعه، فلو وزنته بأمته لوزنها (٢).
وذكر أبو نعيم: أن ذلك كان وعمره عشر سنين (٣).
_________
(١) أجاب عنه الإمام السيوطي في الخصائص ١/ ٤٦: بأن الرؤيا كانت حين الحمل، وأما ليلة المولد فرأت ذلك رؤية العين.
(٢) أخرجه ابن إسحاق في السيرة ١/ ١٦٦ - ١٦٧، وقال ابن كثير في البداية والنهاية ٢/ ٢٥٦: وهذا إسناد جيد قوي. وأخرجه الحاكم في المستدرك ٢/ ٦٠٠ وصحح إسناده الذهبي، ورواه البيهقي من طريق الحاكم في الدلائل ١/ ١٤٥ - ١٤٦. وله عدة شواهد انظرها في مجمع الزوائد ٨/ ٢٢٢.
(٣) دلائل أبي نعيم ٢١٩ - ٢٢٠ (١٦٦)، ويظهر أن هذا كان في حادثة أخرى، أخرجها عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد المسند ٥/ ١٣٩، وقال الهيثمي في المجمع ٨/ ٢٢٣: رواه عبد الله ورجاله ثقات وثقهم ابن حبان. كما أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (قسم السيرة) ١/ ٣٧٥، وعزاه الحافظ في الفتح-أول كتاب الصلاة-إلى أبي نعيم في دلائله، وانظر الوفا لابن الجوزي/١١١/. قلت: الحادثة الأولى كانت وهو عند حليمة السعدية وعمره فوق السنتين بأشهر-
1 / 67