وهو عند العلماء ثقة ثبت فيما يقوله أو يكتبه أو يرويه، لذلك كانت روايته للصحاح ونسخه التي كان يكتبها بنفسه من أصح وأوثق الطرق التي سلكها الصحاح إلى الناس (^١). قال ابن منظور: "ورأيت في حاشية نسخة من الصحاح موثوق بها ما صورته: قال أبو سهل: هكذا وجدته بخط الجوهري الثعبة بتسكين العين. قال: والذي قرأته على شخي في الجمهرة بفتح العين" (^٢). وقال البغدادي في حاشيته على شرح بانت سعاد لابن هشام: قال الجوهري: قال الفراء: هو الصرى، والصرى للماء يطول استنقاعه .... وقد ضبط الأول بالكسر والثاني بالفتح في نسخة صحيحة مقابلة بنسخة أبي سهل الهروي المصححة بخط الجوهري" (^٣).
واعتمد الصغاني في تأليف العباب على نسخة من الجمهرة لابن دريد بخط أبي سهل الهروي (^٤). ونشر عبد الله يوسف الغنيم كتاب النبات للأصمعي معتمدا على ثلاث نسخ للكتاب أعلاها وأوثقها نسخة منقولة من نسخة بخط أبي سهل الهروي ومقابلة بها (^٥).
وقد ترك أبو سهل آثارا لغوية تشهد بفضله، وغزارة علمه، وسعة حفظه، وتبحره في علوم اللغة، وعلو مقامه فيها، وقدرته الفائقة على
(^١) مقدمة الصحاح ١٥٠.
(^٢) اللسان (ثعب) ١/ ٢٣٧.
(^٣) الحاشية ١/ ٥٥٥.
(^٤) العباب (جلخط)، وينظر: التاج ٥/ ١١٦.
(^٥) النبات (مقدمة المحقق) ١٥.