وقد حكى الشيخ في النوع السابع والأربعين (١) عن ابن عبد البر: أن كل من لم يرو عنه إلا واحد فهو مجهول عندهم إلا أن يكون رجلًا مشهورًا في غير حمل العلم، كاشتهار مالك (٢) بن دينار بالزهد (أ)، وعمرو (ب) (٣) بن معد يكرب بالنجدة (٤). والله أعلم.
فرع ألحقته. ذكر (ج) الخطيب (٥) أن العبد والمرأة يقبل تعديلهما للرجال إذا كانا عارفين بالتعديل كما يقبل خبرهما (٦)، وذكر أن من عرفت
(أ) في (ص) و(هـ): في الزهد.
(ب) في (ك): عمر. بدون الواو.
(ج) في (هـ): قال الخطيب وكذا في (ص).
(١) انظر: مقدمة ابن الصلاح، ص ٢٨٩، قال: بلغني عن أبي عمر بن عبد البر الأندلسي وجادة.
(٢) هو أبو يحيى مالك بن دينار البصري، كان عالمًا زاهدًا كثير الورع قنوعًا لا يأكل إلا من كسبه، وكان يكتب المصاحف بالأجرة، وله مناقب عديدة وآثار شهيرة، مات سنة ثلاثين ومائة. كتاب الطبقات، ص ٢١٦؛ وفيات الأعيان ٤/ ١٣٩.
(٣) هو أبو ثور عمرو بن معد يكرب الزبيدي، كان بالمدينة، شجاع مشهور استشهد بنهاوند أيام عمر بن الخطاب ﵁.
انظر: تجريد أسماء الصحابة ١/ ٤١٨؛ اللباب ٢/ ٦٠.
(٤) النجدة: الشجاعة. تقول منه: نجد الرجل بالضم، فهو نجد ونجد ونجيد ورجل ذو نجدة، أي ذو بأس. ولاقى فلان نجدة، أي شدة. الصحاح ٢/ ٥٤٢، مادة: ن ج د.
(٥) الكفاية، ص ٩٨.
(٦) وإليه ذهب الغزالي والرازي، والآمدي والبهاري والعراقي، وكذا ذكر هذا القول الشوكاني.
انظر: المستصفى ١/ ١٦٢؛ المحصول ج ٢ ق ١/ ٥٨٦؛ إحكام الأحكام ١/ ٢٧٠؛ مسلم الثبوت مع فواتح الرحموت ٢/ ١٥١؛ التبصرة والتذكرة ١/ ٢٩٥؛ إرشاد الفحول، ص ٦٨. =