المؤمنين في حيازته، وحملك على الدخول في مساءته، فصر إليه وأفصح عن حجتك، فانتهر عمار وأفحش له في الكلام، وكان عمار شديد الغضب، فوضع حمائل سيفه في عنقه فمد يده إلى السيف، فقيل لأمير المؤمنين (عليه السلام): الحق عمارا فالساعة يقطعوه.
فوجه أمير المؤمنين بالجميع وقال لهم: لا تهابوه وصيروا به إلي، وكان مع الرجل ثلاثون فارسا من جياد قومه(1)، فقالوا له: ويلك هذا علي بن أبي طالب قتلك والله وقتل أصحابك عنده دون النطفة(2)، فسكت القوم جزعا(3) من أمير المؤمنين، فسحب الأشجع إلى أمير المؤمنين على حر وجهه سحبا.
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): دعوه ولا تعجلوه، فإن العجلة والطيش لا يقوم بها حجج الله وبراهينه، ثم قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ويلك بما استحللت أخذ أموال أهل البيت، وما حجتك في ذلك؟ فقال لأمير المؤمنين: وأنت فيما استحللت قتل هذا الخلق في كل حق وباطل، وان مرضاة صاحبي لهي أحب إلي من اتباع موافقتك.
فقال علي (عليه السلام): أيها عليك، ما أعرف من نفسي إليك ذنبا إلا قتل أخيك يوم هوازن، وليس بمثل هذا الفعل تطلب الثارات، فقبحك الله وترحك، فقال له الأشجع: بل قبحك الله وبتر عمرك أو قال: ترحك فإن حسدك الخلفاء لا يزال بك حتى يوردك موارد الهلكة والمعاطب، وبغيك عليهم يقصر بك عن مرادك.
فغضب الفضل بن العباس من قوله، ثم تمطى عليه بسيفه فحمل عنقه (4)
पृष्ठ 274