203

इरशाद कुलूब

إرشاد القلوب - الجزء2

शैलियों

وقت صلاة، فإن قدر على الخروج تحامل وخرج وصلى بالناس، وإن هو لم يقدر على الخروج أم علي بن أبي طالب فصلى بالناس، وكان علي بن أبي طالب والفضل بن العباس لا يزايلانه في مرضه ذلك.

فلما أصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله) من ليلته تلك التي قدم فيها القوم الذين كانوا تحت يد اسامة، أذن بلال ثم أتاه يخبره كعادته، فوجده قد ثقل فمنع من الدخول إليه، فأمرت عائشة صهيبا أن يمضي إلى أبيها فيعلمه ان رسول الله قد ثقل(1) وليس يطيق النهوض إلى المسجد، وعلي بن أبي طالب قد شغل به وبمشاهدته عن الصلاة بالناس، فاخرج أنت إلى المسجد فصل بالناس، فإنها حالة تهنئك(2) وحجة لك بعد اليوم.

قال: فلم يشعر الناس وهم في المسجد ينتظرون رسول الله أو عليا يصلي بهم كعادته التي عرفوها في مرضه إذ دخل أبو بكر المسجد وقال: ان رسول الله ثقل وقد أمرني أن اصلي بالناس، فقال له رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله): وأنى لك ذلك وأنت في جيش اسامة، ولا والله ما أعلم أحد بعث إليك ولا أمرك بالصلاة، ثم نادى الناس بلالا فقال: على رسلكم رحمكم الله لأستأذن رسول الله في ذلك.

ثم أسرع حتى أتى الباب فدقه دقا شديدا، فسمعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ما هذا الدق العنيف؟! فانظروا ما هو، قال: فخرج الفضل بن العباس ففتح الباب فإذا بلال، فقال: ما وراؤك يا بلال؟ فقال: ان أبا بكر دخل المسجد وتقدم حتى وقف في مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وزعم ان رسول الله أمره بذلك، فقال: أوليس أبا بكر مع اسامة في الجيش؟ هذا والله هو الشر العظيم الذي

पृष्ठ 208