107

اقتضاء الصراط المستقيم

اقتضاء الصراط المستقيم

अन्वेषक

ناصر عبد الكريم العقل

प्रकाशक

دار عالم الكتب

संस्करण संख्या

السابعة

प्रकाशन वर्ष

1419 अ.ह.

प्रकाशक स्थान

بيروت

ثم قال سبحانه: ﴿فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا﴾ [التوبة: ٦٩] (١) .
وفي (الذي) وجهان: أحسنهما أنها صفة المصدر، أي كالخوض الذي خاضوه (٢) فيكون العائد محذوفا كما في قوله (٣) ﴿مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا﴾ [يس: ٧١] (٤) وهو كثير فاش في اللغة، والثاني: أنه صفة الفاعل، أي: كالفريق (٥) أو الصنف أو الجيل الذي خاضوه، كما لو قيل: كالذين خاضوا.
وجمع سبحانه بين الاستمتاع بالخلاق، وبين الخوض، لأن فساد الدين (٦) إما أن يقع بالاعتقاد الباطل، والتكلم به، أو يقع في العمل بخلاف الاعتقاد الحق.
والأول: هو البدع (٧) ونحوها.
والثاني: (٨) فسق الأعمال ونحوها (٩) .

(١) سورة التوبة: من الآية ٦٩.
(٢) في (ج د): خاضوا.
(٣) في المطبوعة: أورد الآية بتمامها: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ) سورة يس: الآية ٧١. وهو خلاف النسخ الأخرى.
(٤) سورة يس: الآية ٧١.
(٥) في (أب ط): كالفوج.
(٦) في (أ): الدنيا.
(٧) وذلك مثل: الزيادة في العبادات، والدعاء عند القبور، والبناء عليها، وزيارة المشاهد - غير المساجد الثلاثة ومشاعر الحج التي نص عليها الشارع - وزيادة الأعياد، كأعياد الميلاد، وأعياد المناسبات، والأعياد الوطنية، ونحوها، فكل هذه الأمور من الخوض بالباطل.
(٨) في المطبوعة: هو فسق الأعمال.
(٩) وذلك مثل: أكل الربا، وشرب المسكر، والزنا، وأكل أموال الناس بالباطل، والسرقة، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور، فهذا ونحوه من الاستمتاع بالخلاق كما أشار إليه المؤلف ﵀.

1 / 118