Introduction to Explaining the Book of Monotheism
التمهيد لشرح كتاب التوحيد
प्रकाशक
دار التوحيد
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤٢٤هـ - ٢٠٠٣م
शैलियों
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]
بأنه إفراد الله بالعبادة - وهو توحيد الإلهية - وهذه الآية اشتملت على الثناء على خاصة عباد الله، بأنهم وحدوا الله في الإلهية. وهذه مناسبة الآية للباب، فقد وصفهم الله - جل وعلا - بقوله: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ﴾ [الإسراء: ٥٧] ومعنى: يَدْعُونَ: يعبدون؛ لأن الدعاء هو العبادة، والدعاء نوعان كما سيأتي تفصيله: دعاء مسألة، ودعاء عبادة، فقوله هنا ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ﴾ [الإسراء: ٥٧] يعني: يعبدون، والوسيلة في قوله: ﴿يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ﴾ [الإسراء: ٥٧] هي: القصد والحاجة، والتقرب بالأعمال الصالحة يعني: أن حاجاتهم يبتغونها إلى ربهم ذي الربوبية الذي يملك الإجابة، وفي مسائل نافع بن الأزرق، المعروفة لابن عباس ﵄ أنه سأله عن قوله تعالى في سورة المائدة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: ٣٥] [المائدة: ٣٥] ما معنى الوسيلة؟ فقال: الوسيلة الحاجة، فقال له: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، ألم تسمع قول الشاعر، وهو عنترة يخاطب امرأة:
إن الرجال لهم إليك وسيلة ... أن يأخذوك تكحلي وتخضبي
فقول عنترة: (لهم إليك وسيلة) يعني: لهم إليك حاجة، ووجه الاستدلال من آية المائدة: أنه قال: ﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: ٣٥] فقدم الجار والمجرور على لفظ (الوسيلة)، وتقديم الجار والمجرور - وحقه التأخير - يفيد الحصر والقصر، وعند عدد من علماء المعاني: يفيد الاختصاص، وسواء أكان هذا أم ذاك، فوجه الاستدلال ظاهر: في أن قوله تعالى في آية الإسراء:
1 / 79