Introduction to Explaining the Book of Monotheism
التمهيد لشرح كتاب التوحيد
प्रकाशक
دار التوحيد
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤٢٤هـ - ٢٠٠٣م
शैलियों
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]
أن هذه الآية دالة على التوحيد، من جهة أن الغاية من الخلق هي التوحيد، والعبادة هنا هي التوحيد.
وحقيقة العبادة: الخضوع والذل، فإذا انضاف إليها المحبة والانقياد صارت عبادة شرعية، قال طرفة في وصف ناقة:
تباري عتاقا ناجيات وأتبعت ... وظيفا وظيفا فوق مور مُعَبَّد
والمور: الطريق، والمعبد: هو الذي ذلل من كثرة وطء الأقدام عليه.
وقال أيضا في معلقته:
إلى أن تحامتني العشيرة كلها ... وأفردت إفراد البعير المُعَبَّد
يعني: الذي صار ذليلا؛ لأنه أصيب بالمرض، فجعل بعيدا عن باقي الأبعرة، فصار ذليلا، لعدم المخالطة.
والعبادة شرعا: هي امتثال الأمر والنهي على جهة المحبة والرجاء والخوف. وقال بعض العلماء: إن العبادة هي ما أُمر به من غير اقتضاء عقلي ولا اطراد عرفي. وهذا تعريف الأصوليين.
وقال شيخ الإسلام- في بيان معناها في أول رسالة " العبودية"-: العبادة: اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال، والأعمال الظاهرة والباطنة.
فتكون دلالة هذه الآية - إذًا-: أن كل فرد من أفراد العبادة يجب أن يكون لله وحده دون ما سواه؛ لأن الذي خلقهم إنما خلقهم لأجل أن يعبدوه، فكونهم يعبدون غيره -وهو الذي خلقهم- يعد من الاعتداء والظلم العظيم؛ لأنه ليس من يخلق كمن لا يخلق؛ كما قال - جل وعلا-: ﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ﴾ [النحل: ١٧] [النحل: ١٧] .
1 / 13