123

इंतिसार

الانتصار لسيبويه على المبرد

अन्वेषक

د. زهير عبد المحسن سلطان

प्रकाशक

مؤسسة الرسالة

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م

शैलियों

والعتاب يثنيه، فجعل عتابا من هذا الوجه على المجاز، فأما الرذيلة فلا تكون فضيلة ولا الفضيلة رذيلة. وأما قوله في الآية: ﴿اخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله﴾، فإن الذي يقوم مقام ما يجب به الإخراج عند الكافرين هذا القول، وهذا التأويل خطأ في الإعراب والمعنى، لأن هذا استثناء بعد كلام موجب، والبدل لا يكون في/ ٩٠/ الإيجاب، ألا ترى أنه لو قال: أخرج إلا زيد لم يجز. وأما قوله: الذي يقوم مقام ما يجب به الإخراج عند الكافرين هذا القول، فهو غلط في التأويل، لأن معنى الكلام ليس على هذا، وإنما أعلمنا الله جل وعز بحقيقة الإخراج عنده كيف كانت لا عند الكافرين، فأخبر أنهم- يعني المؤمنين- أخرجوا بغير حق، ثم أخبر خبرا ثانيا ذكر فيه السبب نفسه، وهو أنهم أخرجوا بقولهم: ربنا الله، فجاء سبب الإخراج في الخبر الأول عاما مبهما، وجاء في الثاني معينا. فأما قوله في بيت الفرزدق: وما سجنوني غير أني ابن غالب ... وأني من الأثرين غير الزعانف أي: ما سجنوني إلا لكرمي، وحمله على لام العلة، أي: ما سجنوني إلا لهذه العلة، فهو أيضا يمتنع من أجل أن (غير) إذا أضيف إلى (أن) بطل عمل لام العلة ومعناها، ألا ترى أنك تقول: ما جئت إلا لأنك تكرمني، وإن شئت حذفت اللام مع (إلا) وأنت تريدها فقلت: إلا أنك تكرمني، وإذا أضيف (غير) إلى (أن) زال ذلك المعنى، ولا يجوز إضافتها مع اللام،

1 / 163