الخلفاء الراشدين المهديين، وما مضى عليه الصحابة والتابعون (١) لهم بإحسان. فيجب على الإنسان الالتفات إلى كتاب الله وسنة نبيه، وطريقة أصحابه والتابعين (١)، وأئمة الإسلام (٢) .
ولا يعبأ بكثرة المخالفين بعدهم. فإذا علم الله من العبد الصدق في طلب الحق، ترك التعصب، ورغب على الله في سؤاله هداية الصراط المستقيم: فهو جدير بالتوفيق.
فإن على الحق نورا، لا سيما التوحيد: الذي هو أصل الأصول، الذي دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم، وهو توحيد الألوهية؛ فإن أدلته وبراهينه في القرآن ظاهرة، وعامة القرآن إنما هو في تقرير هذا الأصل العظيم.
ولا يستوحش الإنسان لقلة الموافقين، وكثرة المخالفين؛ فإن أهل الحق أقل الناس فيما مضى، وهم أقل الناس فيما بقي، لاسيما في هذه الأزمنة المتأخرة، التي قد صار الإسلام فيها غريبا (٣) .
والحق لا يعرف بالرجال؛ كما قال علي بن أبي طالب ﵁ لمن قال له (٤): أترانا (٥) نرى أن (٦) الزبير وطلحة كانا (٧) مخطئين وأنت المصيب؟!.
فقال له علي: ويحك! يا فلان: إن الحق لا يعرف بالرجال. اعرف الحق تعرف أهله.
_________
(١) ما بينهما ساقط من (ط) ومعلق في هامش (ع) وبجواره كلمة صح.
(٢) (ط): المسلمين.
(٣) الأصل: غريب.
(٤) (ط): له.ساقطة.
(٥) (ط): أترى أنا.
(٦) (ع) (ط): أن. ساقطة.
(٧) (ع) (ط): كانا ساقطة.
1 / 89