وهو اتخاذ الند للرحمن أيا ... كان من شجر (١) ومن إنسان
يدعوه أو يرجوه ثم يخافه ... ويحبه كمحبة الديان
والله ما ساووهم بالله في ... خلق ولا رزق ولا إحسان
لكنهم (٢) ساووهم بالله في ... حب وتعظيم وفي إيمان (٣)
جعلوا محبتهم مع الرحمن ما ... جعلوا المحبة قط للرحمن (٤)
وقال شيخ الإسلام: وأما ما نذره لغير الله: كالنذر للأصنام والشمس، والقمر والقبور، ونحو ذلك. فهو بمنزلة أن يحلف بغير الله من المخلوقات.
والحالف بالمخلوقات لا وفاء / عليه ولا كفارة، وكذلك الناذر للمخلوق ليس عليه وفاء ولا كفارة؛ لأن كليهما شرك، والشرك ليس له حرمة، بل عليه أن يستغفر الله من العقد، ويقول ما قال النبي ﷺ: " من حلف باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله" (٥) . انتهى (٦) .
قوله: فهو بمنزلة أن يحلف بغير الله. أي: في عدم الانعقاد؛ لأن (٧)
_________
(١) (ط) و"الكافية":حجر.
(٢) الأصل و(ع): لكن. تحريف.
(٣) في "الكافية" بين هذا البيت والذي قبله قوله: فالله عندهم هو الخلاق الرزاق مولي الفضل والإحسان.
(٤) "الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية" /١٥٧.
(٥) أخرجه البخاري في "الصحيح" رقم ٦٦٥٠،ومسلم في "الصحيح" رقم ١٦٤٧،وأبو داود في "السنن" رقم ٣٢٤٧، والترمذي في "الجامع" رقم ١٥٤٥، وابن ماجه في "السنن" رقم ٢٠٩٦، والنسائي في "المجتبى" ٧/٧، وأحمد في "المسند" ٢/٣٠٩،والبيهقي في "السنن الكبرى" ١/١٤٩، من حديث أبي هريرة.
(٦) ينظر "مجموع فتاوى ابن تيمية " ١١/٥٠٤، ٢٧/١٤٦، ٣٣/١٢٣.
(٧) (ع):لا أن (ط): ولأن.
1 / 71