وقال: ﴿فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللهِ وَأَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ﴾ (١) أي: واعلموا أن لا إله إلا هو.
وقال تعالى: ﴿وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ (٢) قال المفسرون: إلا من شهد بلا إله إلا الله، وهم يعلمون بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم (٣) .
وقد قال النبي (٤) ﷺ: "من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة" (٥) .
واستدل العلماء بهذه الآيات ونحوها: على أن أول واجب على الإنسان معرفة الله.
ودلت هذه الآيات (٦): على أن آكد الفرائض العلم بمعنى لا إله إلا الله، وأن أعظم الجهل نقص العلم بمعناها؛ إذ كان معرفة معناها آكد الواجبات، فالجهل (٧) بذلك أعظم الجهل وأقبحه.
ومن العجب أن بعض الناس إذا سمع من يتكلم في معنى هذه الكلمة نفيا وإثباتا، عاب ذلك، وقال: لسنا مكلفين بالناس والقول فيهم!
فيقال له: بل أنت مكلف بمعرفة التوحيد الذي خلق الله الجن والإنس لأجله، وأرسل جميع الرسل يدعون إليه، ومعرفة ضده وهو
_________
(١) سورة هود آية١٤.
(٢) سورة الزخرف آية ٨٦.
(٣) ينظر "تفسير الحافظ ابن كثير" ٧/٢٢٩،و"تفسير القرطبي"١٦/١٢٢.
(٤) النبي: ليست في (ع) و(ط) .
(٥) أخرجه مسلم في "الصحيح" رقم ٢٦ وأحمد في "المسند"١/٦٥، ٦٩ والنسائي في "عمل اليوم والليلة" رقم ١١١٤، ١١١٥ وابن أبي شيبة في "المصنف" ٣/٢٣٨،والحاكم في "المستدرك"١/٣٥١،والدولابي في "الكنى"١/١٢٩،وابن حبان والبيهقي كما في "الدر المنثور"٦/ ٦٣ من حديث عثمان بن عفان ﵁.
(٦) ما بينهما ساقط من (ع) .
(٧) (ع): والجهل.
1 / 29