188

इंतिसार फी रद्द

الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار

अन्वेषक

رسالة دكتوراة من قسم العقيدة في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية بإشراف الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد ١٤١١ هـ

प्रकाशक

أضواء السلف

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م

प्रकाशक स्थान

الرياض - السعودية

٢٨ - فصل ومن الأدلة المذكورة في الرسالة لنا قول الله تعالى: ﴿أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ﴾ (^١)، وقوله تعالى: ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ﴾ (^٢) فأثبت الله لنفسه الخلق ونفاه عن (^٣) غيره، كما أثبت لنفسه أنه إله ورزاق، فلما استحال أن يكون غيره إلهًا ورزاقًا استحال أن يكون غيره خالقًا. فأجاب (^٤) هذا القدري عن قوله تعالى: ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ﴾. وقال: أراد بهذه البدائع العجيبة من السموات والأرض وما بينهما، ثم النعم التي تقتضي وجوب شكره عليها ولهذا قال: ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ﴾. والجواب: أن الآية عامة في نفي الخلق عن غيره في جميع الأشياء كما أثبت الخلق لنفسه، والإلهية (^٥)، لجميع الأشياء، وأيضًا فإن الكلام من البدائع العجيبة، ولهذا جعل الله كلام عيسى في المهد من المعجزات، وجعل كلام الذراع المشوية (^٦)، وحنين الجذع (^٧)، وتسبيح الحصا في كف النبي ﷺ (^٨)، معجزة له وأمر الله خلقه بالاستدلال عليه باختلاف

(^١) الأعراف آية (٥٤). (^٢) فاطر آية (٣). (^٣) في الأصل (من) وفي - ح - (كما أثبت). (^٤) في الأصل (فأجاب عن هذا) وفي - ح - (كما أثبت). (^٥) قوله: (والإلهية) ساقطة من - ح -. (^٦) سيأتي الحديث في ذلك ص ٧٥٢، ٧٧٩. (^٧) روى الحديث البخاري بسنده عن ابن عمر ﵄ قال: "كان النبي ﷺ يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر تحول إليه فحن الجذع فأتاه فمسح يده عليه"، كما روي أيضًا نحوه عن جابر. انظر: خ. كتاب المناقب ٤/ ١٥٥. (^٨) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٦/ ٦٤ عن الوليد بن سويد السلمى عن أبي ذر ومرة رواه الوليد عن رجل من بني سليم عن أبي ذر ﵁ قال: "لا أذكر عثمان إلا بخير بعد شيء رأيته، كنت رجلًا أتبع خلوات رسول الله ﷺ فرأيته يومًا جالسًا فاغتنمت خلوته فجئت حتى جلست إليه، فجاء أبو بكر فسلم عليه وجلس عن يمين رسول الله ﷺ ثم جاء عمر فسلم وجلس عن يمين أبي بكر، ثم جاء عثمان فسلم ثم جلس عن عمر، وبين يدي رسول الله ﷺ سبع حصات أو قال تسع حصيات فأخذهن في كفه فسبحن حتى سمعت لهن حنينًا حنين النحل، ثم وضعهن فخرسن ثم أخذهن فوضعهن في كف أبي بكر فسبحن حتى سمعت لهن حنينًا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن فوضعهن في يد عمر فسبحن حتى سمعت لهن حنينًا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن فوضعهن في يد عثمان فسبحن حتى سمعت لهن حنينًا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، فقال النبي ﷺ: "هذه خلافة النبوة" وبهذا الإسناد أخرجه أيضًا البزار. انظر: كشف الأستار ٣/ ١٣٥، وهذا إسناد ضعيف فإنه من طريق صالح بن أبي الأخضر اليمامي وهو ضعيف كما قال ابن حجر في التقريب ص ١٤٨، والوليد بن سويد مجهول الحال، فقد ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. الجرح والتعديل ٩/ ٦٥، وأخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة ٢/ ٥٥٥ أخصر من رواية البيهقي حيث ذكر التسبيح في يد النبي ﷺ وأبي بكر وعمر وعثمان، ولم يذكر وضع الحصى وسكوتهن، وقد أخرجه عن داود بن أبي هند عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير عن أبي ذر ﵁. ورجال إسناده ثقات، وأخرجه البزار أيضًا ٣/ ١٣٥ بإسناد لا بأس به عن الزبيدي محمد بن الوليد عن الوليد بن عبد الرحمن به.

1 / 205