رد الشرطي: «لقد قضى عليه تماما في الوقت الراهن. الناس جبناء. لكن الحكومة ستعوضه من صندوق مالي سري. ولن يخسر شيئا.»
سأل دوبريه: «هل يمتلك المبنى بأكمله أم المقهى فقط؟»
رد الشرطي: «المبنى بأكمله. إنه يؤجر الغرف العلوية، لكن كل المستأجرين تقريبا تركوا المكان. ومع ذلك أعتبر هذا المكان الأكثر أمنا في المدينة كلها. كلهم جبناء، أعني مفجري الديناميت هؤلاء، ولا شك أنهم سيضربون ضربتهم في مكان ليس عليه حراسة شديدة. إننا نعرفهم جيدا جميعا، وفور أن يأتي أحدهم للتسكع حول المكان ومعاينته خلسة سيقبض عليه. إنهم أكثر جبنا من أن يخاطروا بحريتهم بالاقتراب من هذا المكان. الأمر يختلف عن محاولة أحدهم ترك علبة من صفيح متصلة بفتيل إشعال في ركن مظلم دون أن يراه أحد. إن أي أحمق يمكنه فعل ذلك.»
قال دوبريه: «أتعتقد إذن أن الوقت مناسب لاستئجار غرفة هنا؟ إنني أبحث عن غرفة في الحي لاستئجارها.»
رد الشرطي: «أفضل ما يمكنك فعله أن ترتب ذلك مع إم سون. يمكنك إبرام صفقة جيدة معه الآن، وستكون في أمان تام.»
قال دوبريه: «يسعدني أنك قلت ذلك؛ سأتحدث إلى إم سون الليلة وأعاين الغرف غدا. ما رأيك في كأس أخرى من البراندي؟»
رد الشرطي: «لا، شكرا لك، علي العودة إلى مكاني. فقط أخبر إم سون بحديثنا هذا إن استأجرت غرفة عنده.»
قال دوبريه: «سأفعل. طابت ليلتك.»
دفع دوبريه فاتورته، وأعطى النادل إكرامية كبيرة. كان المالك سعيدا بأن يسمع برغبة أحدهم في استئجار إحدى غرفه. فقد كانت هذه بادرة لبدء انتعاش سوقه من جديد، وتحدد بينهما موعد في اليوم التالي.
جاء دوبريه في الموعد المحدد، وأخذه القائم على المكان في جولة بالمبنى. كانت الغرف الخلفية مظلمة للغاية ، والنوافذ على بعد أقدام قليلة من الحائط المقابل. وكانت الغرف السفلية الأمامية مليئة بالضجيج. قال دوبريه إنه يحب الهدوء لأنه طالب. ولاقت غرفة أمامية في الطابق الثالث إعجابه، فاستأجرها. كان يعلم أهمية الحفاظ على ود القائم على المكان الذي سيتجسس عليه في كل الأحوال، فدفع له مبلغا أكثر مما ينبغي بقليل حتى لا يثير الريبة. فالإفراط ليس أقل سوءا من التقتير، وكان دوبريه يعرف ذلك جيدا.
अज्ञात पृष्ठ