मुसलमानों की पतन
انتكاسة المسلمين إلى الوثنية: التشخيص قبل الإصلاح
शैलियों
يعود عطارد بوفده إلى بطاحه، ليعرض ما تم في اللقاء على أهله وقبيلته ووجهاء تميم، ليتخذوا قرارا بإيفاد وفد يحمل الإجابة، وعلى رأسه هذه المرة الزبرقان شاعر تميم المبرز، الذي وقف ينشد النبي:
أتيناكم كي يعلم الناس فضلنا
إذا اختلفوا عند احتضار المواسم
بأنا فروع الناس في كل موطن
وأن ليس في أرض الحجاز كدارم
وأنا نذود المعلمين إذا انتحوا
ونضرب رأس الأصيد المتفاقم
وأن لنا المرباع في كل غارة
تغير بنجد أو بأرض الأعاجم
جاء الزبرقان أذكى من رفيقه ابن زرارة وابتدأ الموضوع من آخره؛ فهو أعلم إلى أين يمكنه توجيه النظر وتركيز الاهتمام فيحوز على آذان مستمعيه، يعلم الآن ما هي اللغة التي يلزم أن يخاطب بها الصحابة ونبيهم، خاصة أن هذه اللغة لم تتأثر بالدين الجديد؛ لذلك ظلت القاسم المشترك بين مضارب ومرابع العرب كافة، فجاء خطابه غير نثري، إنما شعريا، ليضفي عليه موسيقى تطريه وتجعله لطيفا سهلا غير متشنج، تحدث عن ضرب وشن غارات وأنهم أهل لذلك، وهو أول مشترك متفق عليه بين الطرفين ويطرب له كلاهما، وليس هنا مجال للمفاوضات والحوار الفلسفي والمنظقي للنظر فيما جاء به الدين الجديد، لقد جاءت حكمة الزبرقان لترضي الصحابة بعد أن فهم المطلوب بدفع الزكاة بالإسلام أو الجزية مسبوقة بالتسليم والخضوع للمسلمين عن يد وهم صاغرون، أما ما عدا ذلك من شئون العبادة؛ فهو لا يعود بفائدة على أحد، يمارسها الجميع على مختلف الديانات للرب حمدا وشكرا ومعونة معنوية؛ لذلك لم تكن العبادات وأصولها موجودة في مثل تلك المفاوضات، لم تطلب الأمم المفتوحة مثلا تخفيض عدد الركعات في الصلاة، أو تعديل شكل الصيام؛ لأنها لن تشكل خسارة مادية لمؤديها، ولا مكسبا ماديا لفارضيها؛ لذلك كانت العبادات خارج دائرة التفاوض؛ لأن أداءها لا يشكل إذلالا لمؤديها، بعكس الجزية التي تقدم عن يد وهم صاغرون فتمس الكرامة وتعني الخضوع والمذلة؛ لذلك كان التصدي لها متضمنا في شعر الزبقان: «وأن لنا المرباع في كل غارة، تغير بنجد أو بأرض الأعاجم» أي أنهم هم من يأخذ بالجزية (المرباع) نصيبا من أي غارة تحدث، سواء في بلاد الحجاز أم بلاد العجم، وفي المبالغة الشعرية الكاذبة، مجرد صوت عال وادعاء وهمي وفم وسيع لذلك جاء وقت عودة الزبرقان للوعي بالواقع، عندما أجابه شاعر الرسول حسان بن ثابت يتحدث عن موقف الأنصار من النبي ومن الناس فيقول:
अज्ञात पृष्ठ