इंतिहाजियुन ला यदखुलुन जन्ना
الانتهازيون لا يدخلون الجنة: مسرحيات مختارة
शैलियों
الفيلسوف (ممدد في تابوته).
الحارس.
حارس آخر.
تقديم (تقوم هذه المسرحية على حكاية صغيرة وردت في الفصل الثالث من رواية «ساتيريكون» للكاتب الروماني بترونيوس (أجبره نيرون على الانتحار سنة 66 ميلادية). وكنت قد قرأتها لأول مرة في كتاب يضم مجموعة من الحكايات والقصص اليونانية والرومانية القديمة التي اختارها الأستاذ هورست جاسه (سلسلة كتب ديتريش، ليبزج، 1969م) ووضعت لها تخطيطا مسرحيا بقي مع غيره من المشروعات التي قضي عليها أن تكفن في الصدر والأدراج، ثم أتيح لي الاطلاع على مسرحية «أكثر من عنقاء» للشاعر المسرحي الإنجليزي «كريستوفر فراي» التي تتناول الموضوع نفسه تناولا حسيا مرحا شديد العذوبة والصفاء، فذكرتني بالمشروع القديم. وربما تسربت إليه منها بعض الصور والمشاعر، على الرغم من الاختلاف الكبير بين الصياغتين.
أما «الإليزيوم» و«هاديس» فترمز بهما الأساطير اليونانية القديمة إلى نعيم المخلدين من الأبطال والأتقياء العادلين، وإلى ملك العالم السفلي أو عالم الظلال السفلي نفسه. وأما خارون فهو الملاح الذي ينقل في قاربه أرواح الموتى إلى النعيم أو الجحيم.)
المشهد الأول (ضريح بالقرب من مدينة أفيسوس. تبدو من فتحة بابه ونافذته أرملة جميلة منحنية على جثمان زوجها، وشعرها الأسود الطويل منسدل على التابوت. الضريح مبني في شبه نفق سفلي على اليمين، أمام بابه سلالم درج يفضي إلى أعلى في مستوى سطح الأرض، حيث نرى إلى اليسار مساحة نصبت فيها ستة صلبان علقت عليها جثث رجال ستة، ويظهر بين الحين والحين حارس يقطع الساحة جيئة وذهابا. من الضريح تنسرب أشعة ضوء خافت يرسله مصباح زيتي مثبت على جداره من الداخل، أما الساحة فشبه معتمة إلا من انعكاسات النجوم البعيدة في سماء يوم من أيام الصيف الحار. نرى الخادمة واقفة أمام الدرج، تطل برأسها حينا من حافة السور الواطئ المحيط بالضريح، وحينا آخر من فتحة الباب على الأرملة التي غلبها النوم. تتنهد بصوت عال، ويبدو على حركاتها الحيرة والقنوط.)
الخادمة :
لا، لا، يجب أن أبكي ! لا بد أن أبكي! أيتها الدموع الملعونة! لماذا تهربين حين أطلبك، وتفاجئينني دون أن أدعوك؟ لماذا تمتنعين وكل شيء يدعو إلى البكاء؟ هل جئت هنا إلا لأبكي معها؟ ألم أقسم لسيدتي أن أموت معها؟ فكيف أراها تغرق في بحر دموعها بينما أقف أنا على الشاطئ؟ لأفكر قليلا. لماذا يجب أن أبكي؟ هل هذا شيء يحتاج لتفكير؟ لا، لا، اذهب أيها الفكر، لا تكن سدا يوقف نهر دموعي. أبكي بالطبع على سيدي، الرجل الحكيم الذي تركنا منذ ثلاثة أيام؛ أبكي الفضيلة نفسها، صمته ووحدته وإشاراته الطيبة لي، مجده وشهرته على كل لسان في المدينة. (تحاول أن تبكي)
تبا لي. ولكن الدموع لا تريد أن تأتي. إذن فلأبك سيدتي، حبيبة أفروديت الجميلة التي تقتل جمالها بيديها، عروس البحر الفاتنة التي تذوي على الرمال وتنعى حظها. ها هي آلهة النوم تضعها على صدرها بعد أن مزقت خدودها، وجرحت عينيها من البكاء. ومع ذلك فلم تسقطي أيتها الدموع الجاحدة وأنا أعزيها وأحاول أن أصبرها. لم تسقط قطرة واحدة منك حين كان ينبغي أن تنهمري كالمطر في ليلة عاصفة. وا خجلي منك! وا خيبة أملي فيك! كيف يسمح لي خارون بركوب قاربه بعيون لم تندها الدموع؟ كيف يكون نهر الموت إن لم يكن من دموعنا؟ إذن فلأجرب أن أبكي على زوجي. نعم، نعم، أنا أيضا كان لي زوج، وكم أشتاق إلى الوغد! لكنه خانني وغدر بي. لا، لا، إنه لا يستحق دمعة واحدة، آه! بل إن ذكراه تكاد تضحكني. لا بد أن أبكي لأنني لا أستطيع أن أبكي، حتى عندما رأيتهم يبكون لم تسقط قطرة على خدي، لم أحس ملمسها على يدي. انصرفوا وهم يبكون، رجال المدينة ونساؤها الطيبون، بكوا عليك يا سيدي وقطعوا أوتار القلوب، ولكنني صرفتهم ووقفت أودعهم كأنني تمثال من الحجر. آه يا سيدتي الجميلة! يا سيدتي الحزينة! (تطل عليها فتجدها لا تزال مستسلمة للنوم)
ثلاثة أيام وثلاث ليال لا تأكلين ولا تشربين، نذرت الصوم والعطش وفشلت كل محاولاتي معك. ربما لو أكلت وشربت كأسا واحدة، ربما أبكي عندئذ كما أريد وأكثر مما أريد. ربما ربما، ولكن من أين وقد حرمت علي أن أحضر معي الزاد والماء؟ ثم أنني أقسمت أن أشاركها كل شيء. فكيف يا عيني لا تشاركان عينيها؟ ها هي ذي تحرك رأسها الجميل، وشعلة المصباح تحرك رأسها النحيل أيضا، تريد أن تنطفئ كما تنطفئ حياتها وحياتي، فلأدخل إليها سريعا وأسقيها قطرات من الزيت، حتى المصباح لا يمكنه الصمود للعطش والجوع. (تفتح الباب وتدخل. تتحرك سيدتها قليلا ثم تسكن. الخادمة تضع الزيت في المصباح وتتأملها!)
अज्ञात पृष्ठ