وكانت مجالس الختم من المجالس العلمية المشهودة، والمحافل العلمية المحمودة، حيث يتناول فيها الحافظ السخاوي بعد الانتهاء من تدريس الكتاب طَرَفًا من منهج المؤلف في كتابه، وَيُبَيِّنُ خصائص الكتاب، ومزاياه، وَيُعَدِّدُ مناقب مؤلفه، وَيَسْرُدُ أسانيده إليه، وَيَنْثُرُ في غُضُونِ ذلك إفاداتٍ علميّة متنوعة، ولم يكن يَتَخَلَّفُ عن تلك المجالس كَبِيرُ أَحَدٍ، فكان يحضرها الأمراء والأعيان، وَتُنْشَدُ فيها القصائد (١).
يقول السّخاوي: "وكان لكثير من ذلك -أي الكتب التي أقرأها- ختوم حافلة، ورسوم أرجو أن تكون للقبول شاملة" (٢).
وقد ألّف السخاوي هذا الختم المبارك بمكة في رمضان عام
٨٩٣ هـ (٣)، وله خَتْم آخر على الشفا بسط فيه القول وتوسّع فيه كثيرًا واسمه: "الرياض في ختم الشفا لعياض" (٤)، وقد اعْتَادَ السّخاوي إقراء ختومه للطلبة بالمسجد الحرام (٥)، ويبدو أن هذا الختم من ضمنها.
ويشاء الله تعالى أن تتجَدَّدَ قراءته بعد مضي أكثر من خمسة قرون بالمسجد الحرام أيضًا، فقرأته ليلة السابع والعشرين من رمضان عام (١٤٢١ هـ)
_________
(١) إرشاد المناوي بل إسعاف الطالب الراوي بترجمة السخاوي للمصنف ل ٦٥/ أ (مخطوط).
(٢) المصدر السابق.
(٣) كما في آخر المخطوطة.
(٤) وهو مخطوط، له نسخة بالمدينة وأخرى باليمن، وسأعمل إن شاء الله على إخراجه في القريب العاجل.
(٥) انظر إرشاد المناوي ل ٦٤/ أ، وه ٦/ ب، و٦٦/ أ، و٨١/ أ.
1 / 4