أَبَانَ الذي يَعْتَاضُ صِدْقًا بِحُجَّةٍ ... أَتتْ تَجْتَلِي كَالشَّمْسِ وَسْطَ الظَّهِيرَةِ
لَهَا في بِلاَدِ الله نُورٌ مُشَعْشَعٌ ... وَمَطْلَعُ ذَاكَ النُورِ أَرْجَاءُ سَبْتَةِ
وَلاَ عَجَبٌ لِلْغَرْبِ قَدْ خَصَّ رَبُّنَا ... بِهِ الْفَضْلَ، بَلْ في الشَّرْقِ مَطْلَعُ فِتْنَةِ
جَزَى الله رَبِّي رُوحَهُ النَّاعِمَ الَّذِي ... تَوَارَى غَرِيبًا خَيْرَ أَعْضَاءِ (١) مَيِّتِ
وَاَتَاه مِمَّا قَدْ أَعَدَّ لِمَنْ قَضَى ... شَهِيدًا مِنَ الخَيْرَاتِ في صِدْق جَنَةِ (٢)
وقيل فيه أيضًا (٣):
شِفَاءُ عِيَاضٍ لِلْقُلُوبِ دَوَاؤُهَا ... مِنَ الْجَهْلِ فَاجْهَدْ أَنْ تَكُونَ بِهِ مُغْرى (٤)
لَقَدْ فَازَ بِالأَجْرِ الْجَزِيلِ حَقِيقَةً ... لَدَى حَلْبَةِ السِّبَاقِ في مَوْقِفِ الأُخْرَى
فَطَالِعْ مَعَانِيهِ تَفُزْ بِمَعَارِفٍ ... تَرْقَى مَعَانِيهَا (٥) وَتُكْسِبَهُ أَجْرا
_________
(١) كذا في الأصل، وفي الأزهار: أعضاء.
(٢) القصيدة من البحر الطويل.
(٣) هذه الأبيات للمحدث أبي عبد الله محمَّد بن عبد الرحمن بن أحمد بن الحداد الصنهاجي الوادي آشي الغرناطي، كما ذكر ذلك ابن جابر الوادي آشي. انظر: أزهار الرياض للمقري ٤/ ٢٧٧.
(٤) في الأصل: معرا، وكتب بهامش المخطوط: لعله مضمرًا، والتصويب من الرياض للمصنف ل ٢/ ب، وأزهار الرياض ٤/ ٢٧٧.
(٥) كذا في الأصل، وأزهار الرياض، وفي الرياض للمصنف: معاليها.
1 / 40