والثامن: أن ليس له إلا سعيه غير أن الأسباب مختلفة: فتارة يكون سعيه في تحصيل الشيء بنفسه، وتارة يكون سعيه في تحصيل سببه، فيكون سببه مثل سعيه في تحصيل قرابة وولد يترحم عليه وصديق يستغفر له، وتارة يسعى في خدمة الدين والعبادة، فيكتسب محبة أهل الدين، فيكون ذلك سببا حصل بسعيه.
حكى هذين القولين شيخنا ابن الجوزي -رحمه الله- عن شيخه علي بن عبيد الله الزاغوني -رحمه الله-.
[و] في معنى قوله: {وأن سعيه سوف يرى} قولان:
أحدهما: يرى بمعنى يعلم. قاله ابن قتيبة.
والثاني: سوف يرى العبد سعيه يوم القيامة، أي: يرى عمله في ميزانه. قاله الزجاج.
{ثم يجزاه} الهاء عائدة على السعي {الجزاء الأوفى}، أي: الأكمل الأتم.
पृष्ठ 59