Intercession in the Prophetic Traditions
الشفاعة في الحديث النبوي
प्रकाशक
دار الكتب العلمية
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
प्रकाशक स्थान
بيروت - لبنان
शैलियों
"لا اله إلا الله" قال: ليس ذاك لك ولكن وعزتي وكبريائي وعظمتي وجبريائي لأخرجن من قال: "لا اله إلا الله"» (١).
ففي الإخراجات السابقة يأذن للنبي ﷺ فيها ولكن هذه لا يسمح ولا ياذن لشافع وإنما هي لله تعالى فحسب.
وجاء في رواية قتادة عن أنس «ثم أعود فاقع ساجدا مثله في الثالثة أو الرابعة حتى ما يبقى إلا من حبسه القرآن» وكان قتادة يقول عند هذا: "أي وجب عليه الخلود" (٢)، فهذه الرواية ناقصة قد أكملها البخاري في كتاب التوحيد (٣) فاثبت فيها المراجعة الرابعة، حتى يقول له الجبار ليست لك ويخرج الجبار من قال لا اله إلا الله ولم يعمل خيرًا قط.
وهذا لا يعني ان تفسير قتادة انهم المخلدون في النار تفسير خاطيء بل على العكس فهو صحيح ومعناه: من اخبر القرآن بتخليده في النار فانه لا تدركه الشفاعة ولا يخرج من النار بقوله تعالى: «إن الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء» (٤)، فلا مغفرة مع الشرك، والشفاعة مغفرة (٥) وقد فسر الحافظ إبن حجر قول قتادة فقال:- «يتأول: الكفار وبعض العصاة ممن ورد في القرآن في حقه التخليد ثم يخرج العصاة في القبضة وتبقى الكفار ويكون المراد بالتخليد في حق العصاة المذكورين البقاء في النار بعد اخراج من تقدمهم» (٦).
وأرى أن هذا التاويل للحافظ بعيد جدًا فالرواية التي جاءت عن قتادة ناقصة وأتمها البخاري في كتاب التوحيد كما اسلفنا، فلا حاجة لهذا التاويل البعيد. فالخلود هو لأهل الكفر والشرك والالحاد خلودًا ابديًا، واما المؤمنون الموحدون فانهم خارجون ابتدءًا أو ختامًا فهذا ليس خلودًا -والله اعلم- جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة ﵁ الذي فيه اثبات رؤية الله يوم القيامة: «... حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد واراد ان يخرج برحمته من أراد من أهل النار امر الملائكة ان يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئًا فمن أراد الله -تعالى- ان يرحمه ممن يقول لا اله إلا الله فيعرفونهم في النار
(١) مصدر سابق.
(٢) مصدر سابق.
(٣) برقم (٧٥١٠).وانظر تخريجه برقم (١١). من طريق معبد بن هلال عن انس.
(٤) النساء /٤٨.
(٥) انظر شرح مسلم، النووي ٣/ ٥٨.
(٦) فتح الباري١١/ ٥٣٧.
1 / 95