इंसानियत: बहुत छोटा परिचय
الإنسانوية: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
النظام البيولوجي المعقد تعقيدا غير قابل للاختزال، إن كان يوجد مثل هذا النظام، من شأنه أن يمثل تحديا قويا للتطور الدارويني.
ويبدو أنه توجد أنظمة معقدة تعقيدا غير قابل للاختزال في الطبيعة، ويقدم بيهي عددا من الأمثلة التوضيحية، وفيها نوع من السياط لدى البكتيريا؛ زائدة شبيهة بالسياط تستخدمها البكتيريا لتحريك نفسها، ولكل سوط عند قاعدته محرك جزيئي من نوع ما يضم مكونات عدة، كل منها ضروري من أجل حركة السوط.
شكل 2-1: قاعدة سوط خاص ببكتيريا (هذه الصورة تبالغ في شكله «التصميمي»).
لم يفترض بيهي أن نظاما معقدا غير قابل للاختزال مثل هذا السوط لا يمكن أن يتطور تدريجيا عن طريق الانتخاب الطبيعي؟ لأن بيهي يظن أنه «لا يمكن أن يكون التمتع بجزء واحد فقط من هذا النظام مفيدا للتناسل أو البقاء.» أزل أي مكون من المكونات وستكون النتيجة سقطا لا طائل من ورائه؛ ولذا، لا يمكن أن يتطور النظام على مراحل. واحتمالية ظهور النظام بأسره تلقائيا في جيل واحد نتيجة لطفرة بالمصادفة منخفضة جدا؛ ما يجعل افتراض وجود مصمم ذكي من نوع ما خلق هذا النظام أكثر منطقية بكثير.
وحجة بيهي المؤيدة لوجود تصميم ذكي لها رواج في بعض الدوائر الدينية، والبعض يقول إنه بما أن المجتمع العلمي من المفترض أنه منقسم بشأن مسألة إن كان ذكاء ما قد لعب دورا في ظهور الحياة، فإن نظرية التصميم الذكي ينبغي أن تدرس بالمدارس إلى جانب نظريتي التطور والانتخاب الطبيعي، وهذا الافتراض معد ليداعب إحساسنا بالإنصاف. بالتأكيد لن يكون الوضع منصفا إلا إذا حصل الطرفان في أي جدل علمي على فرصة للاستماع إلى آرائهما.
إلا أن الحقيقة هي أن «الجدل العلمي» حول التصميم الذكي خرافة. لا يوجد جدل علمي؛ فحجج بيهي سقطت علميا بالكامل.
وفي الواقع، ثمة آليات طبيعية معقولة لجميع الأمثلة التي ساقها بيهي على النظم المعقدة تعقيدا غير قابل للاختزال. وكما يوضح أستاذ البيولوجيا كينيث آر ميلر، فإن إحدى الطرق التي يمكن بها للانتخاب الطبيعي إنتاج نظم معقدة تعقيدا غير قابل للاختزال هي عن طريق الجمع بين عناصر قد تطورت من قبل بفعل الانتخاب الطبيعي كي تؤدي وظائف «أخرى». ولأن أي جزء على نحو منفصل من السوط سيكون عديم الفائدة في تحريك البكتيريا، فهذا لا يستتبع أن يكون الجزء عديم الوظيفة. بل إننا نعلم بالفعل أن بعض مكونات سياط البكتيريا لها وظائف في مواضع أخرى:
يكتب [بيهي] إنه في غياب «أي جزء تقريبا» من أجزاء سوط البكتيريا، فإن السوط «لن يؤدي وظيفته.» لكن مهلا! إن مجموعة صغيرة من البروتينات في السوط تؤدي وظيفتها دون بقية أجزاء السوط؛ إذ تستخدمها أنواع كثيرة من البكتيريا كوسيلة لحقن السموم داخل خلايا أخرى. ورغم أن الوظيفة التي يؤديها هذا الجزء الصغير عندما يؤدي عمله بمفرده مختلفة، فإن الانتخاب الطبيعي مع ذلك يمكن أن يفضلها.
إجمالا، إن زعم بيهي الأساسي بأن امتلاك «جزء» واحد من آلية معقدة تعقيدا غير قابل للاختزال لن يكون ذا قيمة على صعيد التناسل أو البقاء بالنسبة إلى الكائن؛ زعم خاطئ تماما. إن كنت تظن أن ميلر يقول هذا لأنه ملحد يرفض أي شكل من التصميم الذكي، فأعد التفكير في الأمر؛ فميلر ديني. يقول ميلر إنه ليس التحيز ضد الدين هو الذي يفسر السبب وراء أن المجتمع العلمي يرفض حجج بيهي:
في التحليل النهائي، فرضية الكيمياء البيولوجية الخاصة بالتصميم الذكي خاطئة، ليس لأن المجتمع العلمي منصرف عن مناقشتها، وإنما لأبسط الأسباب؛ أن الأدلة العلمية تناقضها تمام التناقض.
अज्ञात पृष्ठ