أردنه لا لأنهن شعرن بالحاجة الماسة إلى الخلاص من أسر أو استرقاق، بل لأنهن اضطررن إلى العمل فأخذن يطالبن بحقوقه كما حملن أنفسهن أعباءه.
وقد وصف شوبنهور وصفته الشرقية لهذا الداء المستعصي، فلم تعجبني لأني لا أحسبها تنجح في استئصاله. وقد لا تنجح حتى في تلطيف نوبته أو تخفيف وطأته.
أنا لا أنكر أن تعدد الزوجات قد يكون أحيانا ضرورة شخصية، ولكنه لا يكون أبدا ضرورة اجتماعية. فليس النساء سربا يتقاسمه الرجال لإطعامه، كل على قدر طاقته، وإنما هو جنس خلق ليكون كل فرد منه مقابلا لفرد من جنس الرجال. وثمرة اختلاف التركيب بين الجنسين تنتج باجتماع فردين منهما. فلا حاجة إلى الإخلال بهذه الموازنة الطبيعية.
ولقد علمنا أن العلة نشأت من جرثومتين:
أولاهما: فساد النظام الاقتصادي قضى بأن طعام الرجل كل حظه من عمله. كأنه آلة نصيبها من دورانها الزيت الذي تستعين به على مواصلة الدوران.
وثانيهما: فقدان الثقة بين الجنسين.
فنجم عن ذلك أن أحجم الرجال عن الحياة العائلية، وكثر العانسات والعزب من النساء، وهذه هي العلة التي نسميها مسألة المرأة.
فعجيب أن يأتي شوبنهور، بعد ذلك، إلى رجل ضاق ذرعا بامرأة واحدة، فيعلق إلى عنقه أربعا أو خمسا، كي لا يبقى في الأمة امرأة بلا زوج!
على أن الرضا بهذه الحالة، وترتيب النتائج عليها، مجاراة للداء، وانصراف عن الدواء النافع وأصوب في غير بيتها فنزيله ونغنيها عن غير ما خلقت له.
ولو أن المرأة شعرت بعلة الشر، لما ثنتها هذه الصغائر عن الدءوب على إزالتها. ولكانت أشد من الرجل من تسيء سمعة بنات جنسها. ولنزعت بيدها تلك المرغبات المعكوسة التي تزيد في نفقة الزواج ونفرة الرجل منه. ولرأيناها تضع يدها في يد المظلومين مثلها، لتقلم مخالب عدو الرجل وعدوها بل آفة الإنسان والعمران: صاحب رأس المال.
अज्ञात पृष्ठ