61

इंसान हयवान आला

الإنسان والحيوان والآلة: إعادة تعريف مستمرة للطبيعة الإنسانية

शैलियों

أي حيوان. ووفقا لهذا المفهوم لا يمكن الفصل بين الحياة والروح التي تعد تعبيرا عنها. وثمة ترتيب طبقي للأرواح وفقا لمستوى مختلف الكائنات الحية: إجمالا توجد روح غذائية (للنباتات) وروح حسية (للحيوانات) وروح إدراكية (للبشر)، وتضم كل طبقة سوابقها. ويرى أرسطو إذن أن الروح والجسد حقيقة واحدة. ولكن يمكننا أيضا وفقا للمفهوم الثاني قصر الروح على الروح الإدراكية ومدها على كيان مجرد مختلف تماما عن الجسد، من شأنه أن يبقى بعد موت الجسد. وهذه هي الفكرة التي تعبر عنها بطرق مختلفة كل الأديان التي تعد بمستقبل للروح بعد الموت. (1-1) الروح والأديان

يختلف هذا المستقبل وفقا للأديان. فتؤمن ديانات عدة ب «تناسخ الأرواح» أي عودة الروح إلى الدنيا بعد وفاتها في جسد آخر. وقد يكون هذا الجسد عامة جسد حيوان، وذلك ما تؤمن به ديانات المشرق مثل الهندوسية أو البوذية مع مراعاة اختلافاتهما. وكان ذلك أيضا رأي العديد من فلاسفة اليونان مثل فيثاغورس وأفلاطون. وفي المقابل، يكون مصير الروح بعد الموت في الديانات السماوية مختلفا عن إعادة التجسد. فوفقا لهذه الديانات التي تؤمن بوجود «جنة» بعد الموت، تطرح مسألة روح الحيوانات ومستقبلها نفسها بصورة مشروعة على عكس المفهوم الأرسطي وفكرة «تناسخ الأرواح» اللذين لا تطرح فيهما هذه المسألة.

تدفعنا العقيدة المسيحية بصورتها التقليدية السائدة حاليا في الغرب إلى الاطلاع على أعمال ديكارت في هذا الشأن. فيرى ديكارت أنه إذا كان جسد الإنسان والحيوان نوعا من «الآلات» (انظر الفصل السادس)، فإن البشر وحدهم، الذين خلقهم الله على صورته، يمتلكون روحا أبدية وقادرة على البقاء بعد موت الجسد. وتسمى هذه الحقيقة المزدوجة للإنسان، كجسد وكروح، «الازدواجية الديكارتية» وتظل إحدى الأفكار الأكثر انتشارا في الحضارة الغربية. فنحن نرى دائما أن الحيوانات لا تمتلك روحا بل تمتلك فقط جسدا يختفي بعد الموت ولا يبقى بعده شيء، وذلك خلافا للإنسان.

إلا أن العديد من المفكرين المسيحيين يحتجون على هذا الموقف الجامد. ففي حركة القديس فرانسيس الأسيزي الذي يعتبر أن احترام الحيوان من واجبات المسيحي، يشير مفكرون مثل هيلين وجون باستر

1

إلى أي مدى تشترك الحيوانات في جمال الخليقة ووحدتها حتى لا يمكن فصلها عن الإنسان بصورة واضحة، كما يقول ديكارت. ويرى العديد من المفكرين أن الفكر المسيحي لا يستبعد إطلاقا الترتيب الطبقي للأرواح على طريقة أرسطو، وهو ترتيب يميز بالطبع الروح الإنسانية دون أن يحرم الحيوانات من نوع من الروح بما أن الخلاص يشمل الخليقة بأكملها. ويذهب بعض المفكرين الميتافيزيقيين المسيحيين إلى الاعتقاد أن الحيوانات تشترك في شكل من أشكال السمو الذي تخصصه المسيحية للإنسان وحده، وذلك دون التطرق مباشرة إلى مسألة الروح. وفي هذا الصدد، يقول ميشيل داميان:

2 «إذا لم يكن الحيوان يعرف الله فهو يعرف الإنسان، وما هو الإنسان في الإنجيل إلا صورة الله!» ويقول كذلك:

3 «يجهل الحيوان الصلاة إلى الله كما نعلم ونلاحظ، ولكنه لا يجهل الصلاة إلى الإنسان فهو يناديه ويتوسل إليه ويستجديه كلما استطاع ذلك.» وباستثناء التمييز بين الروح الحيوانية والروح الإنسانية، لا تتفق مختلف التيارات المسيحية مع موقف ديكارت التقليدي فيما يتعلق بعدم وجود روح لدى الحيوانات. (1-2) الروح والإلحاد

ظهر مؤخرا رأي جديد أعرب عنه عالم الأحياء فيليب لازار

4

अज्ञात पृष्ठ