इंसान हयवान आला
الإنسان والحيوان والآلة: إعادة تعريف مستمرة للطبيعة الإنسانية
शैलियों
نعم، فعلى الصعيد البيولوجي نحن نعتبر حيوانات. (1-2) المملكة الحيوانية والثقافة
مع ذلك لم تتوقف الآراء المعارضة للتكامل عند هذا الحد. فقد استكمل بعض الكتاب الأكثر جدية تقديم البراهين على فرضيتهم، وأقروا أن الإنسان بالطبع حيوان بجسده وطبيعته البيولوجية وبأصله التطوري؛ أي ما نسميه «طبيعته»، ولكنهم يرون أن الإنسان يظل مختلفا تماما عن الحيوانات بنتاج فكره وبثقافته. وحتى في هذا المجال سمحت التطورات الأخيرة في مجال الإيثولوجيا بإظهار الفروق البسيطة في هذا الأمر؛ ففي الواقع نجد لدى العديد من الحيوانات سلوكيات قد نشبهها بسمات ثقافية: مثل استخدام الأدوات والتواصل ولغة الخطاب والسلوكيات الأخلاقية (الأولية) والاختيارات الجمالية ... إلخ (انظر الفصلين الثامن والتاسع). بعبارة أخرى نجد في المملكة الحيوانية «المبادئ الأولى» (مصطلح «المبادئ الأولى» شديد الأهمية) لكل ما نقابله بصورة أكثر تطورا لدى الجنس البشري؛ ومن ثم فليس من الممكن أن يكون ثمة انفصال كامل بين الإنسان والحيوان في مجال الثقافة. وقد استمدت الفرضية المؤيدة للتكامل حججا قوية من تقدم المعارف العلمية بشأن الحيوانات.
نعم، نحن نعتبر حيوانات بطبيعتنا البيولوجية وبأسس ثقافتنا في آن واحد، ونستمد سماتنا الفسيولوجية والثقافية من المملكة الحيوانية التي انحدرنا منها.
إلا أننا نملك أيضا عقلا نافذا قادرا على تناول كم أكبر من المعلومات التي يتناولها نظراؤنا حتى شديدو الشبه بنا مثل الشمبانزي. فنحن إذن حيوانات ولكن «حيوانات مميزة».
4
وقد يقود هذا «التميز» حيوانيتنا إلى نجاحات فكرية وتقنية نقدر عليها وحدنا في النظام الشمسي مثل: الذهاب إلى القمر، أو تصنيع اللقاحات وأجهزة الكمبيوتر، أو كتابة الروايات، أو تسجيل تاريخ جنسنا. وعلى مستوى الفكر يقودنا هذا التميز إلى طريقة عيش مبتكرة جدا سنذكر عنها بعض الأشياء في الجزء الأخير من هذا الكتاب. (2) هل نحن نعتبر آلات؟
في كل فصل من فصول هذا الكتاب نكرر الرسالة ذاتها: «نحن لسنا آلات، ولكن الآلات قد تساعدنا على التفكير في أنفسنا.» وفي الغرب تحديدا يعتبر الإنسان نفسه آلة بالإضافة إلى «شيء آخر». ولكي نفهم أنفسنا علينا أن نلجأ إلى استعارات آلية، ولكن بعد ذلك يظل دائما ما هو غامض وغير مفسر. فبهذه الطريقة نتناول ما نطلق عليه جوهر الإنسان وهو الجزء الذي لا يمكن اختزاله في مجرد آلية. ولكي نقتنع بذلك قد يكون مجديا أن نعود إلى نصوص قديمة. (2-1) الله خلق الإنسان على مرحلتين
يشير العهد القديم إلى أن الله قام بعملية على مرحلتين:
وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة. فصار آدم نفسا حية. (سفر التكوين، 2 : 7)
كانت المرحلة الأولى فنية؛ فيقوم الله الخالق بعمل صانع خزف فيشكل تمثالا من التراب، ويستخدم المواد المتاحة لتصميم شكل، وصناعة الخزف كانت أحد مجالات الفنون الأكثر تقدما في العصر الذي يصفه الإنجيل. وفي هذه العملية كان بمنزلة فنان على غرار ما سيكون عليه أبناء سلالة آدم فيما بعد. وفي المقابل تعتمد المرحلة الثانية على قدرة مختصة بالله، فهذه التقنية الهوائية والقدرة على نفخ نسمة حياة هي ميزة مختصة بالله وحده.
अज्ञात पृष्ठ