इंसान हयवान आला
الإنسان والحيوان والآلة: إعادة تعريف مستمرة للطبيعة الإنسانية
शैलियों
6
وربما ترتبط بعض السلوكيات الأخلاقية لدى الحيوانات بهذا النوع من الاقتران بين سلوك ما (للحماية أو الاعتناء أو التعاطف أو حتى المصالحة) ووجود عوامل مثيرة خارجية من نوع خاص سواء أكانت هذه العوامل فطرية أم مكتسبة. (2-3) يمكننا تزويد الآلات بدوافع «أخلاقية» داخلية
تمزج الدوافع الخارجية بين أشياء خارجية خاصة وردود فعل نمطية، وتسمح بتقليد سلوكيات أخلاقية بشرية، ولكنها لا تمنح الآلات مبادئ أخلاقية لتوجيه سلوكها. لذا يتعين إعداد أنظمة قيم داخلية، أي مستقلة عن أي عوامل مثيرة خاصة فتشبه إذن ما كنا قد ذكرناه فيما يتعلق بالفضول الاصطناعي (انظر الفصل الخامس). وينص مبدأ مهم استكشفه مؤخرا آدم إبيندال وزملاؤه
7
على النحو التالي: «لا تفعل ما لا يمكنك إعادته إلى حالته الأصلية من جديد.»
إن الانعكاسية، أي قدرة الآلة على القيام بحركة ثم عكسها والعودة إلى الوضع الأولي ذاته، تعد شرطا أساسيا لأي تحكم آلي. ومن الحركات غير القابلة للانعكاس نجد حركة تؤدي إلى تصادم يضر بالآلة، أو حركة تدفع الروبوت إلى الوقوع في حفرة لا يستطيع الخروج منها، أو إلغاء بيانات مهمة على قرص صلب. وإذا كان الهدف من آلة ما هو الحفاظ على سلامتها الجسدية واستقلال عملها، فإن غالبية الحركات غير القابلة للانعكاس تعتبر حركات ضارة أو على الأقل خطيرة. وكما تستطيع الآلة تعلم التنبؤ بنتائج حركاتها (انظر الفصل الثاني) يمكنها أيضا تعلم استباق انعكاسية حركاتها، مما يسمح لها باختيار حركات مفضلة يمكنها التنبؤ بانعكاساتها بأفضل طريقة ممكنة. وقد أظهرت بعض التجارب أن الروبوت المزود بهذا الدافع الداخلي يستطيع على سبيل المثال أن يتعلم تلقائيا تجنب الاصطدامات، وهو سلوك ينتج ببساطة عن هذا المبدأ المجرد. ولكن هل يعد مبدأ الانعكاسية مع ذلك مبدأ أخلاقيا؟ إنه في كل الأحوال مثال على «مدونة لحسن السلوك» تنطبق على عدد كبير من المواقف المختلفة. (2-4) هل يمكن أن تظهر سلوكيات جماعية «أخلاقية» بين الآلات؟
فلنختم هذا الاستعراض السريع لوجهات النظر بشأن أخلاقيات الآلات بأن نذكر إمكانية ظهور أخلاق بصورة تلقائية بين الآلات المتعلمة. فلقد رأينا أن بعض الآلات قادرة على إنتاج ظواهر ثقافية تنتمي لها؛ أي ذاكرة جماعية بين الأجيال (انظر الفصل الثامن). ولا نقصد هنا بالضرورة بكلمة «الأخلاق» اتباع مبادئ أخلاقية شبيهة بمبادئ الجماعات الإنسانية أو الحيوانية، بل نقصد ظهور عدد من القواعد السلوكية المشتركة بين أكبر عدد ممكن من هذه الآلات.
وقد أثبتت عدة دراسات في إطار نظرية الألعاب أنه في بعض الحالات قد تظهر بعض الاستراتيجيات وتدوم بين مجموعة من العوامل الاصطناعية.
8
وينطبق هذا النوع من الاستراتيجيات على سلوكيات معينة لا يمكن أن تستبدل بها استراتيجيات بديلة ظهرت في مرحلة تالية، وذلك بمجرد أن يتبناها بصورة جماعية غالبية الفاعلين في جماعة معينة. فتنتشر هذه السلوكيات من جيل إلى جيل، ويمكن وصفها في بعض الحالات بتعاونية أو إيثارية.
अज्ञात पृष्ठ