इंसान फी कुरान
الإنسان في القرآن
शैलियों
إن هذه الوحدة في صلة الإنسان مشدودة الأزر بالوحدة بين الناس كافة في الصلة بالله - ربهم ورب العالمين - الذي يسوي بينهم، ويدينهم بالرحمة والإنصاف، ثم لا يقضي بينهم فيما اختلفوا فيه إلا بقسطاس العدل، أيهم أحسن عملا وأقرب إلى التقوى واستباق الخيرات:
وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم (البقرة: 163).
قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا (الكهف: 110).
إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون (الأنبياء: 92).
قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون (الأنبياء: 108).
ولقد كان من الحق في ذمة العلم أن يتريث علماء المقابلة بين الأديان طويلا عند هذه المرحلة العظمى في تاريخ العقيدة، وفي تاريخ الفكر، وفي تاريخ القيم الأخلاقية، بل في تاريخ الحياة الإنسانية من مطلعها، في ظلمات الماضي المجهول، إلى هذا الأوج السامق الذي ارتفعت إليه بعد ألوف السنين، وما كانت لترتفع إليه بعمل ولا عقيدة غير العقيدة في رب واحد هو رب العالمين.
إنها لم تكن كلمة في موضع كلمة، ولم تكن صفة من صفات التقديس بديلا من صفة مثلها، ولم تكن رمية من غير رام على لسان ناسك ذاهل يقول في تسبيح المعبود كيف يقول.
إنها لم تكن لفتة من لفتات الساعة تهيم بالنظر الشارد في تيه من السحر والكهانة، ثم لا تبالي أن تعود إلى خلفها كما تعود إلى أمامها على غير هدى.
لو كانت كذلك لذهبت في غمار الكلمات والأوهام، ولم يبال من لفظ بها أو استمع إليها أن يعيدها مرتين.
ولكنها كانت قبلة يستقبلها الإنسان على سواء لم يكن بالغه لو لم يعتدل إليه في مطلع الطريق، وهيهات - على غير هذه القبلة - أن ينتظم للإنسان مسلك معقول إلى الرشد والضمير.
अज्ञात पृष्ठ