256

अल-इन्साफ़ फी अल-इंतिसाफ ली-अहल अल-हक़्क़ मिन अहल अल-इसराफ

الانصاف في الانتصاف لأهل الحقق من أهل الاسراف

शैलियों

يعولوا إلا عليه، ولم يحتجوا إلا به، ولم يذكروا سواه؟ فلما رأينا أبا بكر وأصحابه لم يستمسكوا بالنض على خلافته، ولم يحتجوا به، ولم يسندوا خلافته إليه، بل ما تمسكوا إلا بالاختيار والبيعة، ولا عولوا إلا عليهما، (ولا أسندوا خلافته إلا إليهما)(1)، وعلى نفي قول من يقول: ان رسول الله نص على علي للا ووصى إليه، حتى أكثر المنكرين لذلك الروايات من أهل الصدر الأول، (من الصحابة الذين بايعوا أبا بكر وتابعوه وشايعوه واختاروه، مستدلين بها على نفي النص والوصية على علي ث3)(2) .

فلو تكن الخيرة في تولية من يعلم الله أن أكثر الأمة تطيعه وتوليه، وأن تولية من تعصيه أكثر الأمة ولا تطيعه ليس فيها خيرة بل مفسدة، لما كان الله ورسوله تركا تولية أبي بكر، (بل كانا فعلا ذلك وأظهراه للأمة ظهورا بينا، وكانت الأمة على هذا التقرير تلقته بالقبول والتسليم)(3) .

والذي يدل على أن الله لم يول أبا بكر: أنه لو ولآه لكانت توليته أظهر شيء في الدين، ولسارع أبو بكر وأصحابه الذين علم الله أنهم يطيعونه ويولونه الى ذكر ذلك والاحتجاج به، ولما كان أحد من الأمة قال: إن رسول الله نص على تولية علي اللاأصلا.

فلما رأينا أبا بكر وأصحابه لم يدعوا شيئا من ذلك، ورأيناهم ينفون دعوى من ادعى ذلك في حق عليبلا، وينكرونه إنكارا مطلقا، عرفنا وتحققنا

पृष्ठ 323