فقال نادر أغا: «ليس في الدنيا من هو أسبق من عبدكم إلى تنفيذ أوامر الذات الشاهانية المقدسة، ولكنني كنت أحسب أمير المؤمنين يفضل بقاءها ما لم يثبت حملها.»
ولما لاحظ الإنكار في وجه السلطان قال: «على أنه ينبغي ألا أكتم شيئا عن سيدي وولي نعمتي ...»
فقال: «قل ما عندك.»
قال: «لا أثق أن الحاضنة المكلفة بمثل هذه المهام تفعل ذلك بأمانة، وربما كنت مخطئا في ظني ...»
فقطع عبد الحميد كلامه قائلا: «فهمت مرادك، صدقت. لأن تلك الحاضنة تعرف لتلك القادين جميلا أسدته إليها بتوسطها لها عندي، ولكن لا بد من التنفيذ.»
فأطرق ذلك الخصي هنيهة وهو ينظر إلى خفة يد عبد الحميد في الحفر على الآبنوس كأنه من أمهر النجارين، ثم قال: «أعرف طبيبا يتزلف إلى القصر منذ حين ويتوسل في طلب منصب، وهو لا يعرف تلك المرأة، فلا يشفق ولا يرحم. وهو أيضا جائع يطلب رزقا، وإذا علم أن جلالة السلطان يكافئه على تنفيذ أمره بأن يجعله من أطباء القصر الملكي فعل ما نريد.»
فضحك عبد الحميد وقال: «تعجبني آراؤك يا أبيض الخصال، إن ترقية الصغار لتسهل الاستفادة من أمانتهم، إذ يحرصون على استبقاء النعمة التي نالوها ... ولكن هل يستطيع ذلك؟»
فقال نادر: «أنا أخاطبه وأجعل ذلك شرطا لتقدمه وليتدبر الأمر، وإذا لم يحسن الأسلوب عددنا ذلك ذنبا حاسبناه عليه.»
فتبسم عبد الحميد وأشار إلى نادر بالانصراف، ومكث هو يفكر في رامز ويود لو يراه لعله يستطلع أسرار الجمعية منه، ولكنه رأى من الحكمة أن يصبر.
في قصر مالطة
अज्ञात पृष्ठ