Innovation in the Detriments of Heresy
الإبداع في مضار الابتداع
प्रकाशक
دار الاعتصام
संस्करण संख्या
الخامسة
प्रकाशन वर्ष
١٣٧٥ هـ - ١٩٥٦ م
शैलियों
يخرج إليهم رسول اللّه ﵌، فلما أصبح قال: قد رأيت الذى صنعتم فلم يمنعنى من الخروج إلا أنى خشيت أن يفرض عليكم وذلك في رمضان". وهذا يدل على كونها سنة فإن قيامه أولًا بهم دليل على صحة القيام في المسجد جماعة في رمضان، وامتناعه بعد ذلك من الخروج خشية الافتراض لا يدل على امتناعه مطلقًا؛ لأن زمانه كان زمان وحى وتشريع فيمكن أن يوحى إليه إذا عمل به الناس بالإلزام فلما زالت علة التشريع رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وآله وسلم رجع الأمر إلى أصله وقد ثبت الجواز فلا ناسخ له (وإنما) لم يقم بذلك أبو بكر رضى اللّه عنه لأحد أمرين: (إما) لأنَّه رأى أن قيام الناس آخر الليل وما هم عليه كان أفضل عنده من جمعهم على إمام أول الليل ذكره الطرطوشى، (وإما) لضيق زمانه عن النظر في هذه الفروع مع شغله بأهل الردة وغير ذلك مما هو أوكد من صلاة التراويح. فلما تمهد الإسلام في زمن عمر رضى اللّه عنه ورأى الناس في المسجد أوزاعًا كما جاء في الخبر قال: لو جمعت الناس على قارئ أحد لكان أمثل، فلما تم له ذلك نبه على أن قيامهم آخر الليل أفضل، ثم اتفق السلف على صحة ذلك وإقراره، والأمة لا تجتمع على ضلالة (وقد نص) الأصوليون على أن الإجماع لا يكون إلا عن دليل شرعى.
وإنما سماها عمر رضى اللّه عنه بدعة وحسنها بقوله: "نعمت البدعة هذه" باعتبار ظاهر الحال من حيث تركها رسول اللّه ﵌ واتفق أنها لم تقع في زمن أبى بكر رضى اللّه عنه، لا أنها بدعة في المعنى، فمن سماها بدعة بهذا الاعتبار فلا مشاحة في الأسامى وعند ذلك فلا يجوز أن يستدل بها على جواز الابتداع بالمعنى المتكلم فيه لأنَّه نوع من تحريف الكلم عن مواضعه.
وصفوة القول أن صلاة التراويح كانت من أفعال الخير وداخلة في عموم ما ندب إليه اللّه ورسوله مدحها، ولما لم يواظب عليها النبي ﵌ ولا جمع الناس لها ولا كانت في زمن أبى بكر ﵁، وإنما عمر رضى اللّه عنه هو الذى جمع الناس عليها وندبهم إليها، سماها بدعة وهى على الحقيقة سنة لقوله ﵌: "فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها
1 / 79